كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 19)

وقال آخرون: إنّما سمّى عتيقا لأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «من سرّه أن ينظر إلى عتيق من النّار فلينظر إلى هذا» ، فسمّى عتيقا بذلك.
وروى عن عائشة أمّ المؤمنين رضى الله عنها، قالت: إنّى لفى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وأصحابه بالفناء:؛ وبينهم الستر، إذ أقبل أبو بكر رضى الله عنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سرّه أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى هذا»
. قالت: وإنّ اسمه الذى سمّاه أهله لعبد الله بن عثمان، وسمّى رضى الله عنه بالصّدّيق؛ لمبادرته إلى تصديق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى كلّ ما جاء به.
وقيل: بل قيل له الصديق؛ لتصديقه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى خبر الإسراء.
وقال أبو محجن الثقفىّ فى أبى بكر رضى الله عنه:
وسمّيت صدّيقا، وكلّ مهاجر ... سواك تسمّى باسمه غير منكر [1]
سبقت إلى الإسلام، والله شاهد، ... وكنت جليسا بالعريش المشهّر
وبالغار إذ سمّيت بالغار صاحبا ... وكنت رفيقا للنّبىّ المطهّر
يعنى بقوله: «بالعريش» فى يوم بدر؛ لأنه رضى الله عنه كان مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى العريش؛ لم يكن معه فيه غيره.
وبقوله:
وبالغار إذ سمّيت بالغار صاحبا
__________
[1] الاستيعاب 965.

الصفحة 9