كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 19)

الشرح:
هذا الكتاب وما بعده من ذكر الأنبياء والسير والتفسير إلى النكاح لم أره في كتاب ابن بطال رأسًا، وإنما عقب هذا بالعقيقة وما شاكلها.
وما أدري لم فعل ذلك وقد حذف نحو ربع الصحيح.
قال ابن الأعرابي: العرب تمدح بالهين اللين مخففًا، وتذم بهما مثقلًا. وفي معنى: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: 27] أقوال: أحسنها -وهو قول قتادة- أن معنى {أَهْوَنُ} هين، ومنه الله أكبر أي: كبير (¬1).
وقال ابن عباس: {أَهْوَنُ عَلَيْهِ} أي: على المخلوق؛ لأنه ابتدأ جعله نطفة ثم علقة ثم مضغة، والإعادة، يقول له: كن فيكون، فهو أهون على المخلوق (¬2)، وقال مجاهد وغيره: كل عليه هين، والإعادة أهون عليه (¬3) أي: أهون عندكم فيما تعرفون على التمثيل وبعده {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} في قراءة عبد الله: (وهو عليه هين) (¬4).
وما ذكره في قوله: {أَفَعَيِينَا} اعترض ابن التين فقال: الذي قاله أهل اللغة والمفسرون {أَفَعَيِينَا}: عييت بالأمر إذا لم أعرف وجهه.
¬__________
(¬1) "تفسير الطبري" 10/ 180 (27944).
(¬2) حكاه الفراء في "معاني القرآن" 2/ 324، وقال الحافظ في "الفتح" 6/ 287: لا يثبت عن ابن عباس، بل هو من تفسير الكلبي اهـ. وهي أوهى الطرق عن ابن عباس في "التفسير". والكلبي اتهم بالتشيع وترك حديثه جماعة.
انظر "الكامل" لابن عدي 7/ 273 (1626).
(¬3) رواه الطبري عن مجاهد وعكرمة وقتادة 10/ 179 - 180 (27941 - 27944) وحكاه الفراء عن مجاهد 2/ 323.
(¬4) "تفسير عبد الرزاق" 2/ 85 (2274) وذكره النحاس في "معاني القرآن" 5/ 256، ونسب ابن الجوزي هذِه القراءة إلى أبي بن كعب، وأبو عمران الجوني وجعفر بن محمد. "زاد المسير" 6/ 298.

الصفحة 11