كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 19)

الحديث الثالث:
حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أُرَاهُ: "يَقُولُ اللهُ: يشتمني ابن آدَمَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْتِمَنِي، ويكَذِّبَنِي وَمَا يَنْبَغِي لَهُ، أَمَّا شَتْمُهُ إياي فَقَوْلُهُ: إِنَّ لِي وَلَدًا. وَأَمَّا تَكْذِيبُهُ فَقَوْلُهُ: لَيْسَ يُعِيدُنِي كَمَا بَدَأَنِي".
وهذا الحديث ذكره في تفسير سورة البقرة أيضًا (¬1) كما ستعلمه، وفي إسناده أبو أحمد واسمه محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم الأزدي، وقيل: الأسدي الزبيري نسبة إلى جده، مات بالأهواز في جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين (¬2). عن سفيان بن سعيد، وهو الثوري.
الحديث الرابع:
عنه أيضًا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَمَّا قَضَى اللهُ الخَلْقَ كَتَبَ فِي كتَابِهِ، فَهْوَ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي".
وفيه: مغيرة بن عبد الرحمن بن عبيد الله بن خالد بن حزام، كان عالمًا بالنسب (...) (¬3) وابنه عبد الرحمن من فقهاء المدينة، وعمه المغيرة بن عبد الله عامل ابن الزبير على اليمن.
قال الخطابي: يريد بقوله: "لَمَّا قَضَى اللهُ الخَلْقَ" لما خلقهم. قال تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} [فصلت: 12] أي: خلقهن. وكل صنعة وقعت في شيء على سبيل إتقان وإحكام قضاء (¬4).
¬__________
(¬1) سيأتي برقم (4974 - 4975) باب: قوله: {الله الصَّمَدُ (2)}.
(¬2) انظر ترجمته في "طبقات ابن سعد" 6/ 402، "تاريخ البخاري الكبير" 1/ 133 (400)، "تهذيب الكمال" 5/ 476 (5343).
(¬3) كلمتان غير واضحتين بالأصول.
(¬4) "أعلام الحديث" 2/ 1471.

الصفحة 18