كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 19)

وروى البيهقي عن أبي الضحى مسلم، عن ابن عباس أنه قال: {الله الذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: 12] قال: سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم، وآدم كآدم، ونوح كنوح، وإبراهيم كإبراهيم، وعيسى كعيسى (¬1).
ثم قال: إسناد هذا الحديث عن ابن عباس صحيح، وهو شاذ، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعًا.
وفي سنن ابن ماجه (¬2): أن ما بين السماء والأرض مسيرة ثلاثة وسبعين سنة أو نحوها، وكذا بين كل سماء وسماء (¬3).
وقال الجورقاني: إنه حديث صحيح.
وهذا موافق لما دل عليه علم الهيئة بأن ما بين السماء والأرض ثمانين سنة، مسافة كل يوم منها ثلاثون ميلًا إذا صعدت على استواء.
وما يذكره الناس أن بينهما خمسمائة عام (¬4) لا دليل عليه.
¬__________
(¬1) "الأسماء والصفات" (799).
(¬2) ورد بهامش الأصل: حديث ابن ماجه في سنده عبد الله بن عميرة وفيه جهالة، عن الأحنف بن قيس قال: ولا يعرف له سماع عن الأحنف أو عن أحدهما.
(¬3) ابن ماجه (193) وما ساقه هنا هو المعنى وقد ضعفه الألباني في "ضعيف ابن ماجه" (34).
(¬4) ورد بهامش الأصل: قوله: (وما يذكره الناس ... إلى آخره) فيه نظر ففي الترمذي في باب صفة جهنم أن بين سماء الدنيا والأرض خمسمائة عام في حديث الرصاصة وقال الترمذي: حسن. وفي تفسير سورة الحديد كذلك، وقال: غريب. قال: ويروى عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة، قال شيخنا العراقي: ورواه أبو الشيخ في كتاب "العظمة" من رواية أبي نضرة عن أبي ذر، ورجاله ثقات، إلا أنه لا يعرف لأبي نضرة سماع عن أبي ذر. اهـ. وفي "المستدرك" في تفسير سورة آل عمران، من حديث العباس مرفوعًا، قال: "بينهما خمسمائة سنة، ومن كل سماء إلى السماء التي تليها خمسمائة سنة، وكثف =

الصفحة 23