كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 19)

والإنس (¬1)، ويقال لكل من دبَّ عليها.
و {أَلْفَافًا}: واحده لف، وقيل: لفيف، وحكى الكسائي أنه جمع الجمع، ولف مثل حمر، وجمع لف: ألفاف، ومعنى ملتفة أي: يلتف بعضها على بعض، وقال أبو جعفر الطبري: اختلف أهل العربية في واحد الألفاف، فقال بعض نحوي البصرة: لف. وقال بعض نحوي الكوفة؛ لف ولفيف. قال: وإن شئت كان الألفاف جمعًا، وواحده جمع أيضًا، تقول: جنة لفاء، وجنات لفَ، ثم جمع السلف: ألفاف، وقال آخر منهم: لم يسمع شجرة لف، ولكن واحدها لفاء، وجمعها وجمع لف: ألفاف، (فهو جمع الجمع، والصواب من القول في ذلك: أن الألفاف) (¬2) جمع لف أو لفيف، وذلك أن أهل التأويل مجمعون على أن معناها: ملتفة، واللفاء هي الغليظة، وليس الالتفاف من الغلظ في شيء إلا أن يوجه أنه غلظ بالالتفاف فيكون ذلك حينئذ وجها (¬3).
وقوله: ({غُلْبًا}: ملتفة). قال ابن عباس: غلب: غلاظ (¬4)، وقيل: الغلب: الأعتاق، وهي النخل، وقيل: الغلب: الحسان.
وقوله: ({نَكِدًا}: قليلاً) (¬5). زاد جماعة: عشرًا. قال مجاهد: هو تمثيل يعني: أن في بني آدم الطيب والخبيث (¬6).
¬__________
(¬1) رواه الطبري 11/ 577 (32893).
(¬2) من (ص1).
(¬3) رواه الطبري 12/ 401.
(¬4) عزاه الحافظ في "الفتح" 6/ 296 لابن أبي حاتم.
(¬5) رواه الطبري 5/ 520 (14798) وابن أبي حاتم 5/ 1504 (8620)، عن السدي.
(¬6) رواه الطبري 5/ 519 (14795).

الصفحة 31