كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 19)

وقال قتادة: نهارها (¬1). قال الفراء: وكذلك {وَالضُّحَى (1)} [الضحى: 1] هو النهار كله (¬2).
والمعروف في اللغة كما قاله ابن التين: أن الضحى إذا طلعت الشمس وبعد ذلك قليلاً، فإذا زاد قيل: الضحاء بالفتح والمد.
ومعنى (حثيثين): سريعين. وقال الضحاك: أي لا يزول الليل من قبل ضحى النهار (¬3). وقال الداودي: أي: لا يأتي الليل في غير وقته, قال: ويحتمل قوله: {أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} أي: لا يكون ليلاً، وما ذكره في ({نَسْلَخُ}: نخرج)، هو كما قال، يقال: سلخت الشيء من الشيء: أزلته وخلصته حتى لم يبق منه شيء.
وما ذكره في ({وَاهِيَةٌ} متشققة) قاله القزاز. وقال ابن عباس: ضعيفة، وقيل: منحرفة. أي: ضعيفة جدًّا، من وهى يهي (¬4). و ({أَرْجَائِهَا}: أطرافها) (¬5). قاله ابن عباس و {جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ}: غطى وأظلم كما ذكره.
وقول الحسن رواه ابن أبي حاتم، عن أبي سعيد الأشج، ثنا إسماعيل بن علية، عن أبي رجاء، عنه، به (¬6).
ومعنى التكوير: لفها كلف العمامة، مثل كورت العمامة أكورها
¬__________
(¬1) رواه الطبري 12/ 599 (37357) وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" 6/ 601 لعبد بن حميد وابن أبي حاتم.
(¬2) "معاني القرآن" 3/ 266، 273.
(¬3) رواه الطبري 10/ 443 - 29134.
(¬4) السابق 12/ 214 (34777).
(¬5) من تفسير مجاهد عند الطبري 12/ 215 (34779).
(¬6) ذكره الحافظ في "الفتح" 6/ 298 وتعقبه بقوله: كأن هذا قبل أن يسمع حديث أبي هريرة في الباب.

الصفحة 35