كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 19)

وأثر ابن عباس ذكره ابن أبي زياد في "تفسير ابن عباس" (1).
وقوله أولاً ({الْحَرُورُ} بالنهار مع الشمس) هو قول أبي عبيدة (¬2)، وقيل: يعني به الضال والمهتدي. وقال الفراء: هو الحر الدائم ليلاً كان أو نهارًا، والسموم بالنهار خاصة (¬3). وقال ابن عزير: الحرور: ريح حارة تهب بالليل، وقد تكون بالنهار، والسموم بالنهار، وقد تكون بالليل.
وما ذكره في {يُولِجُ} ظاهر، قيل: يولج ليل الصيف في نهاره، ويدخل نهار الشتاء في ليلة (¬4).
ثم ذكر البخاري في الباب ستة أحاديث.
أحدها:
حديث أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لأبِي ذَرٍّ حِينَ غَرَبَتِ الشَّمْسُ: "تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ؟ ". قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "فَإِنَّهَا تَذْهَبُ حَتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ العَرْشِ، فَتَسْتَأْذِنَ فَيُؤْذَنَ لَهَا، وَيُوشِكُ أَنْ تَسْجُدَ فَلَا يُقْبَلَ مِنْهَا، وَتَسْتَأْذِنَ فَلَا يُؤْذَنَ لَهَا، يُقَالُ لَهَا: ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ. فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ الْعَلِيمِ (38)} [يس: 38].
الشرح:
قوله: ("تَدْرِي أَيْنَ تَذْهَبُ؟ ") أراد إعلامه.
¬__________
(1 (قال الحافظ في "الفتح" 6/ 299: لم أره موصولاً عنه. وهو من قول رؤبة بن العجاج، ذكره أبو عبيدة في "المجاز" 2/ 154.
(¬2) "مجاز القرآن" 2/ 154.
(¬3) نقله عنه الطبري في "التفسير" 10/ 406.
(¬4) هو قول أبي عبيدة كما ذكره الحافظ في "الفتح" 6/ 299.

الصفحة 37