كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 19)

وفيه عبد الله الدَّاناج: وهو ابن فيروز -والداناه، وهو العالم بالفارسية- بصري، وليس له في البخاري غيره (¬1) أما عبد الله بن الديلمي فذاك آخر تابعي لم يخرج له في الصحيح، خرج له مسلم وأبو داود وابن ماجه (¬2).
قال الخطابي: روي في هذا الحديث زيادة لم يذكرها أبو عبد الله، وهي ما حدثنا ابن الأعرابي، ثنا عباس الدوري، ثنا يونس بن محمد، ثنا عبد العزيز بن المختار، عن عبد الله الدَّاناج: شهدت أبا سلمة، ثنا أبو هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن الشمس والقمر ثوران يكوران في النار يوم القيامة". قال الحسن: وما ذنبهما؟ قال أبو سلمة: أنا أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنت تقول: ما ذنبهما؟ فسكت الحسن (¬3).
وروى أبو داود الطيالسي في "مسنده" عن يزيد الرقاشي، عن أنس مرفوعًا: "إن الشمس والقمر ثوران عقيران في النار" (¬4) وذكره أبو مسعود الدمشقي في بعض نسخ "أطرافه" موهمًا أن ذلك في الصحيح، وذكر ابن وهب في كتاب "الأموال" عن عطاء بن يسار أنه تلا هذِه الآية {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9)} [القيامة:9] فقال: يجمعان يوم القيامة ثم يقذفان في النار فتكون نار الله الكبرى. وعن كعب الأحبار: يجاء بهما كأنهما ثوران عقيران فيقذفان في النار.
¬__________
(¬1) انظر ترجمته في "الثقات" لابن حبان 5/ 39، و"تهذيب الكمال" 15/ 437 (3485).
(¬2) انظر ترجمته في "الثقات" لابن حبان 5/ 33، و"تهذيب الكمال" 15/ 435 (3484).
(¬3) "أعلام الحديث" 2/ 1475، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" 1/ 170 (183).
(¬4) "مسند الطيالسي" 2/ 574 (2217).

الصفحة 40