كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 19)

وقوله ({لَوَاقِحَ}: ملاقح) أي: جمع ملقحة وملقح، ثم حذفت منه الزوائد.
هذا قول أبي عبيدة وغيره (¬1)، وأنكره بعضهم وقال: هو بعيد جدًّا؛ لأن حذف الزوائد إنما يجوز من مثل هذا في الشعر، ولكنه جمع لاقحة ولاقح بلا خلاف، وهو على أحد معنيين لاقح في الثاني: ذات اللقاح.
وقال ابن السكيت: اللواقح: الحامل. وهذا المعنى الثاني، والعرب تقول للجنوب: لاقح وحامل، وللشمال: حافل وعقيم. قال تعالى: {حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا} [الأعراف: 57] فأقلت وحملت واحد، وقال ابن مسعود: لواقح: تحمل الريح الماء فتلقح السحاب، وتمر به فتدر كما تدر اللقحة ثم تمطر (¬2).
قال ابن عباس: ثم تلقح الرياح الشجر والسحاب وتمرُّ به (¬3).
وقال الأزهري: جعل الريح لاقحًا؛ لأنها فعل السحاب وتصرفه، ثم تمر به فتستدره (¬4).
وقوله: ({إِعْصَارٌ}: ريح عاصف) إلى آخره. قال ابن عباس: هي الريح الشديدة (¬5). وقال غيره: ريح عاصف: فيها سموم. قال بعضهم: هي التي يسميها الناس الزوبعة.
¬__________
(¬1) "مجاز القرآن" 1/ 348.
(¬2) رواه الطبري 7/ 505 (21097).
(¬3) السابق 7/ 506 (21107).
(¬4) "تهذيب اللغة" 4/ 3285 مادة (لقح).
(¬5) رواه الطبري 3/ 87 (6104) وابن أبي حاتم 2/ 524 (2779) والحاكم 2/ 283 وصححه.

الصفحة 47