كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 19)

وعن عمير بن هانئ (¬1) مرفوعًا: "إذا صار الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا هما اجتمعا فانتظر الدجال اليوم أو غدًا" (¬2).
وقال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما -: "تكون غزوة في البحر، من غزاها استغنى ثم يستصعب البحر بعد الغزو ست سنين كما كان، ثم يستصعب ستًّا فذلك ثمان عشرة سنة، ثم يخرج الدجال" (¬3).
وعن تبيع: "بين يدي الدجال ثلاث علامات، ثلاث سنين جوع، وتغيض الأنهار، ويصفرُّ الريحان، وتنزف العيون، وتنتقل مذحج وهمدان من العراق حتى ينزلوا قنسرين وحلب، فعدوا الدجال غاديًا في دركم أو رائحًا" (¬4).
¬__________
(¬1) في الأصل: عبيد بن هانئ. ولعل الصواب ما أثبتناه. وعمير بن هانئ العنسي -بسكون النون ومهملتين- أبو الوليد الدمشقي. ثقة، من كبار الطبقة الرابعة. أدرك ثلاثين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل سنة سبع وعشرين ومائة، وقيل قبل ذلك. انظر "التاريخ الكبير" 6/ 535، "تهذيب الكمال" 22/ 388.
(¬2) "الفتن" 2/ 526 (1483). والحديث رواه أبو داود (4242) وأحمد 2/ 133 والحاكم 4/ 466 - 467 وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 158 من طريق أبي المغيرة، ثنا عبد الله بن سالم، عن العلاء بن عتبة عن عمير بن هانئ عن عبد الله بن عمر قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قعودا نذكر الفتن .. الحديث قال الحاكم: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وقال أبو نعيم: غريب من حديث عمير والعلاء، لم نكتبه مرفوعا إلا من حديث عبد الله بن سالم وذكره الألباني في "الصحيحة" (974) وقال: وهذا إسناد صحيح. وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في "العلل" 2/ 416: روى هذا الحديث ابن جابر عن عمير بن هانئ، عن النبي مرسلا. والحديث عندي ليس بصحيح كأنه موضوع. اهـ.
(¬3) "الفتن" 2/ 524 (1471).
(¬4) "الفتن" 2/ 524 (1473).

الصفحة 604