كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 19)

العاشر: الدجال فرند السيف، يريد جوهره (¬1).
فصل:
ذكر البخاري آخر كتاب الفتن: فيه أبو هريرة وابن عباس - رضي الله عنه - (¬2) وكأنه يريد بحديث أبي هريرة ما أخرجه أبو داود الطيالسي (¬3)، وبحديث ابن عباس ما أخرجه ابن أبي شيبة (¬4).
وقد أطلنا الكلام على الدجال وأغنى عن إعادته إن شاء الله فيما يأتي بعد.
فصل:
وأما حديث حذيفة الثاني فقوله فيه: "كنت أبايع الناس وأجازيهم"، قيل: معناه: أعاوضهم، آخذ منهم وأعطيهم.
قال ابن التين: وليس كذلك وإنما معناه: وأتجازاهم وأتقاضاهم، تقول العرب: تجازيت ديني عليه. أي: تقاضيته. وأما المجازاة فقال ابن فارس: قال بعضهم جازيته جزاء إذا قابلته على فعله القبيح بمثله بكسر الجيم (¬5).
وعند الخطابي المجازي: المتقاضي (¬6)، وغيره قال: المتجازي: المتقاضي (¬7)، وبخط الدمياطي وأجازيهم صوابه أتجازاهم: أتقاضاهم.
¬__________
(¬1) هذا الكلام ذكره القرطبي في "التذكرة" ص744 - 745.
(¬2) بعد حديث (7131) باب ذكر الدجال.
(¬3) "مسند الطيالسي" 4/ 86 - 87 (2445).
(¬4) "المصنف" 7/ 489 (37455).
(¬5) "مقاييس اللغة" 1/ 454.
(¬6) "أعلام الحديث" 3/ 1565، وعنده: المتجازي.
(¬7) قاله أبو عبيد القاسم بن سلام في "غريب الحديث" 1/ 43.

الصفحة 607