فصل:
وأما حديثه الثالث فقوله: "فامتحشت" روي بضم التاء وفتحها أي: احترقت ذكره الخطابي (¬1). وقال ابن فارس: المحش: إحراق النار الجلد. قال: وامتحش الجلد: احترق (¬2). وذكر ابن السكيت أمحشه الحر وامتحش غضبًا إذا احترق (¬3).
وقوله: ("يومًا راحًا")، أي: ذا ريح كقولك: رجل مال، أي: ذو مال، وقيل: الكثير الريح، ويقال للموضع الذي تخترقه الرياح: مروحة.
وقوله: ("فاذروه في اليم") اليم: البحر، قال ابن قتيبة: بالسريانية (¬4). وقال الهروي: هو البحر الذي يقال له: إساف، وفيه غرق فرعون.
وقوله: "فاذروه" قال ابن التين: هو بوصل الألف يقال: ذرا الشيء: سقط، وذريته: طيرته وأذهبته. قال: وأما أذروه: ارموه فهو بقطع الألف رباعي، يقال: أذريت الرجل عن مرتبته أي: رميته وأذرت العين دمعها، والأول أبين في معنى الحديث؛ لأن التطيير والإذهاب أشبه بمعنى الحديث من الإلقاء؛ لأن فيه معونة لنسف الريح إياه.
الحديث الرابع والخامس:
حديث عائشة وابن عباس - رضي الله عنهما -: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً عَلَى وَجْهِهِ ..
¬__________
(¬1) "أعلام الحديث" 3/ 1565.
(¬2) "مجمل اللغة" 4/ 824
(¬3) "إصلاح المنطق" ص279 - 280.
(¬4) "غريب الحديث" 2/ 342.