بخلاف الحديث عن نبينا فلا يجوز أن يحدث به عن بلاغ، ولا يجوز إلا عن الثقة (ولا) (¬1) يلزمنا العمل به، ومسافة الزمان متصلة. وذكر ابن الجوزي أن وجهه أنه كان تقدم عنه ما يشبه النهي من قوله لعمر إذ جاء ومعه كلمات من التوراة: "أمطها عنك" فخشي - صلى الله عليه وسلم - أن يتوهم النهي عن ذكرهم جملة، فأجاز الحديث عنهم، أو يكون معناه ولا يضيق صدر السامع من عجائب ما جرى لهم، فقد كانت فيهم أعاجيب، أو لأنه لما قال: "حدثوا" وهي لفظة أمر بين أنه ليس على الوجوب بقوله: "ولا حرج" أي: إن لم تحدثوا. أو يكون لما كانت أفعالهم قد يقع فيها ما يتحرز عن ذكره المؤمن أباح التحدث بذلك كقولهم: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ} و {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا} وموسى آدر (¬2)، وشبهها، أو يكون المراد ببني إسرائيل أولاد يعقوب وما فعلوا بيوسف.
الحديث الخامس عشر:
حديث جندب - رضي الله عنه -: "كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ .. " الحديث سلف في الجنائز (¬3)، قال ابن التين: يحتمل أن يكون هذا الرجل كافرًا فحرمت عليه الجنة.
الحديث السادس عشر:
وهو الذي قبله حديث أبي هريرة: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ اليَهُودَ وَالنَّصَار لَا يَصْبُغُونَ، فَخَالِفُوهُمْ".
¬__________
(¬1) في (ص1): لأنا.
(¬2) سلف برقم (1364) باب: ما جاء في قاتل النفس.
(¬3) سلف ذلك في حديث أبي هريرة مرفوعًا برقم (278) وفيه أن بني إسرائيل قالتك "والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر .. " الحديث، والأدرة: نفخة في الخصية. "النهاية" 1/ 31 مادة: (أدر).