كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 19)

وأخرجه النسائي في الزينة (¬1)، يريد: صبغ الشعر، وهو مندوب إليه، وقد اختلف هل كان - صلى الله عليه وسلم - يصبغ فقال ابن عمر في "الموطأ": أما الصفرة فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبغ بها، وأنا أحب أن أصبغ بها (¬2).
وقيل: كان يصفر لحيته، وقيل: أراد بالصفرة في حديث اين عمر صفرة الثياب، وقيل: صبغ مرة. قال مالك: لم يصبغ - صلى الله عليه وسلم - ولا علي ولا أبي بن كعب ولا ابن المسيب ولا السائب بن يزيد ولا ابن شهاب.
قال مالك: والصبغ بالسواد ما سمعت فيه شيئًا، وغيره من الصبغ أحب إليَّ، والصبغ بالحناء والكتم واسع، قال: والدليل أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يصبغ أن عائشة قالت: كان أبو بكر يصبغ. فلو كان صبغ لبدأت به (¬3).
وقيل: إنما تركه لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تصبغ هذِه من هذِه" يعني: لحيته من جبهته. وروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن تغيير الشيب (¬4). قيل: أراد بالتغيير ههنا نتفه ولم يثبت.
وسئل مالك عن نتفه فقال: ما أعلمه حرامًا وتركه أحب إليَّ وذكر مالك أن بعض ولاة المدينة قال له: لم لا تختضب يا أبا عبد الله؟ فقال: لم يبق من ذلك إلا أن أختضب أنا، كان عليٌّ لا يختضب، وذكر أيضًا عن عمر أنه لم يختضب، وخضب أبو بكر وعثمان (¬5).
¬__________
(¬1) النسائي 7/ 137.
(¬2) "الموطأ" ص220 (31).
(¬3) "الموطأ" ص589 (8).
(¬4) رواه أبو داود (4222) والنسائي 8/ 141 من طريق المعتمر عن الركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن عبد الرحمن بن حرملة عن ابن مسعود قال: كان نبي الله يكره عشر خصال ... تغيير الشيب .. الحديث.
قال الألباني في "المشكاة" (4397) إسناده ضعيف.
(¬5) "الإستذكار" 8/ 440.

الصفحة 617