كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 19)

وقال الترمذي: أخبرني بعض أصحاب ابن عيينة قال "محدثون": يعني: مفهمون (¬1). وقال أبو (مسعود) (¬2): حديث ابن عجلان مشهور بقوله عن عائشة، ولا أعلم أحدًا تابع ابن وهب عن إبراهيم بن سعد في قوله: عن عائشة.
وقال الحميدي: أما حديث ابن وهب عن إبراهيم بن سعد فعندي أنه خطأ (¬3).
وذكر الدارقطني أن الحكم بن أسلم رواه عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن عائشة - رضي الله عنها -، وأن يزيد بن هارون وإسحاق الأزرق روياه عن زكريا بن أبي زائدة، عن سعد، عن أبي سلمة مرسلًا (¬4).
واختلف في قوله: "محدثون" فقال ابن وهب: ملهمون، وقال ابن قتيبة: يصيبون إذا ظنوا وحدسوا (¬5)، وقال ابن التين: يعني: متفرسون، ويستدلون على بعض هدي الرجل. وقال القابسي: تكلمهم الملائكة، واحتج بقوله: (مكلمون) (¬6)، وقال البخاري فيما حكاه النووي: يجري الصواب على ألسنتهم (¬7)، وهي متقاربة، وفي حديث آخر: "في كل أمة محدثون" يعني: قومًا يصيبون إذا ظنوا، فكأنهم حدثوا بشيء فقالوه.
¬__________
(¬1) "سنن الترمذي" (3693).
(¬2) ليست في الأصل.
(¬3) "الجمع بين الصحيحين" 4/ 209 - 210 بتصرف. والله أعلم.
(¬4) انظر: "العلل" 9/ 313 - 315 (1789)، "الإلزامات والتتبع" ص341.
(¬5) "غريب الحديث" 1/ 312.
(¬6) في (ص1): متكلمون.
(¬7) "صحيح مسلم بشرح النووي" 15/ 166.

الصفحة 638