كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 19)

وحديث عائشة هذا أخرجه في كتاب القدر (¬1) وفي كتاب الطب (¬2) والتفسير (¬3) أيضًا كما سيأتي وقال: "مثل أجر الشهيد" وحديث أسامة أخرجه مسلم بألفاظ (¬4)، ثم قال: وعن سعد بن أبي وقاص وخزيمة بن ثابت، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث (¬5).
ولم يخرجه البخاري عنهما، وقال في بعض طرقه: "عذب به بعض الأمم، ثم بقي منه بقية فيذهب المرة ويأتي الأخرى" (¬6) وسيأتي عنده حديث عبد الرحمن بن عوف: "إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها لا تخرجوا فرارًا" (¬7) والرجس: العذاب.
وهو رحمة لهذِه الأمة كما صرح به في الحديث، وقد سلف في الجهاد في باب: الشهادة سبع سوى القتل (¬8).
وقول أبي النضر: ("لا يخرجكم")، مراده أن الخروج الذي منع منه الشارع هو الذي لا يخرجه إلا الفرار منه، فأما إن خرج لتجارة وغيرها غير فار فلا نهي عليه.
وقيل: إنما منع من الخروج فرارًا مثله ظنًّا أن الفرار ينجيه من القدر.
¬__________
(¬1) سيأتي برقم (6619) باب {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ الله}.
(¬2) سيأتي برقم (5734) باب: أجر الصابر في الطاعون.
(¬3) لم أجده.
(¬4) مسلم (2218) كتاب السلام، باب الطاعون والطيرة والكهانة ونحوها.
(¬5) هذا الكلام ليس من كلام مسلم ولكنه من كلام الترمذي قاله بعد حديث أسامة.
انظر "السنن" رقم (1065) كتاب الجنائز، باب: ما جاء في كراهية الفرار من الطاعون.
(¬6) "صحيح مسلم" رقم (2218/ 96).
(¬7) المصدر السابق رقم (2219).
(¬8) سلف برقم (2830).

الصفحة 647