كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 19)

ثالثها: معناه الوعيد أي: أفعل ما شئت تجازى به لقوله تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}.
رابعًا: لا يمنعك الحياء من فعل الخير،
خامسها: أنه على طريق المبالغة في الذم، أي: تركك الحياء أعظم مما تفعله.
ثم ذكر بعده حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: "بَيْنَمَا رَجُل يَجُرُّ إِزَارَهُ مِنَ الخُيَلَاءِ خُسِفَ بِهِ، فَهْوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الأَرْضِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ". تَابَعَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ. يعني: تابع يونس، عن الزهري، عن سالم، عنه، وأخرجه النسائي في الزينة (¬1)، وأخرجه هو والنسائي من طريق أبي هريرة - رضي الله عنه - أيضًا (¬2) ووقع في ابن عساكر من أن النسائي أخرجه من طريق سالم، عن ابن عمر، عن أبي هريرة، والذي وجد فيه عن سالم عن أبي هريرة.
والخيلاء: التبختر والإعجاب، وهو كقوله: "لا ينظر الله إلى من جر إزاره" (¬3) فإن اختال مع قصر ثيابه دخل في هذا الوعيد، لا أن جر الإزار هو الموجب للوعيد.
ومعنى يتجلجل: يتحرك في الأرض، والجلجلة حركة مع صوت، أي: يسوخ فيها حين يخسف به، قاله النضر بن شميل، وقال ابن دريد: كل شيء خلطت بعضه ببعض فقد جلجلته (¬4)، وقال ابن فارس: جلجلت
¬__________
(¬1) "سنن النسائي" 8/ 206. باب التغليظ في جر الإزار.
(¬2) سيأتي برقم (5789) كتاب اللباس، باب من جر ثوبه من الخيلاء، وفي "السنن الكبرى" 5/ 483.
(¬3) سيأتي برقم (5788) ورواه مسلم (2087) في اللباس والزينة، باب: تحريم جر الثوب خيلاء، وبيان حد ما يجوز إرخاؤه إليه .. من حديث أبي هريرة.
(¬4) "جمهرة اللغة" 1/ 184 مادة (جلجل).

الصفحة 658