كتاب الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (اسم الجزء: 19)

٤٣٤٦ - (٠٠) (٠٠) حدَّثنا زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. حدَّثنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حدَّثَنَا ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمِّهِ. أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيرِ؛ أَنَّ عَائِشَةَ قَالتْ: جَاءَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ فَقَالتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالله، مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ خِبَاءٌ أَحَبَّ إِلِيَّ مِنْ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ. وَمَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الأرْضِ خِبَاءٌ أَحَبَّ إِلِيَّ مِنْ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ. فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ "وَأَيضًا. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ". ثُمَّ قَالتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ مِسِّيكٌ. فَهَلْ عَلَيَّ حَرَجٌ مِن أَنْ أُطْعِمَ، مِنَ الَّذِي لَهُ، عِيَالنَا؟ فَقَال لَهَا: "لَا. إلا بِالْمَعْرُوفِ"
ــ
٤٣٤٦ - (٠٠) (٠٠) (حَدَّثَنَا زهير بن حرب حَدَّثَنَا يعقوب بن إبراهيم) بن سعد الزهري المدني (حَدَّثَنَا) محمد بن عبد الله بن مسلم أبو عبد الله المدني الزهري المعروف بـ (ـابن أخي الزهري) محمد بن مسلم صدوق من (٦) أخرج عنه مسلم للمتابعة أو الاستشهاد (عن عمه) محمد بن مسلم الزهري (أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت): وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة ابن أخي الزهري لمعمر بن راشد (جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة) امرأة أبي سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الفتح (فقالت: يا رسول الله والله ما كان على ظهر الأرض خباء أحب إلي من) كلمة (من) زائدة كما مرّ أي: أحب إلي (أن يذلوا من أهل خبائك وما أصبح اليوم على ظهر الأرض خباء أحب إلي من) زائدة أي خباء أَحَبَّ إِلِيَّ (أن يعزوا من أهل خبائك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأيضًا) تزيدين من حب الله ورسوله (والذي نفسي بيده ثم قالت) هند: (يا رسول الله إن أبا سفيان رجل مسيك) أي شحيح وبخيل واختلفوا في ضبطه على وجهين حكاهما القاضي أحدهما مسيك بفتح الميم وتخفيف السين والثاني بكسر الميم وتشديد السين وهذا الثاني هو الأشهر في روايات المحدثين والأول أصح عند أهل العربية وهما جميعًا للمبالغة اهـ نووي. (فهل علي حرج) وذنب (من أن أطعم) أي في أن أطعم وأنفق (من) المال (الذي له عيالنا) وأولادنا (فقال لها) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا) حرج ولا إثم في إطعامهم من ماله ولكن لا تطعميهم من ماله (إلا بـ) ـالقدر (المعروف) في الإنفاق بين الناس وقوله: (عيالنا) منصوب على أنَّه مفعول لقوله أطعم وقوله: (من الَّذي له) تعني من المال الَّذي هو ملكه قال الحافظ: واستدل به على وجوب نفقة الابن علي الأب ولو كان الابن كبيرًا وتعقب بأنها واقعة عين ولا عموم في

الصفحة 24