كتاب العقيدة في الله

السائل: عجيب! ولكن كيف ترتبط هذه الأشياء الكثيرة من الدّم والخلايا والكبد وغيرها، بعضها ببعض ارتباطاً كلياً وتسير نحو أداء واجبها المطلوب بهذه الدّقة الفائقة؟
الطبيب: هذا ما نسميه بقانون الطبيعة.
السائل: ولكن ما المراد بقانون الطبيعة هذا يا سيادة الطبيب؟
الطبيب: المراد بهذا القانون هو الحركات الداخلية العمياء للقوى الطبيعية والكيماوية.
السائل: ولكن لماذا تهدف هذه القوى دائماً إلى نتيجة معلومة؟ وكيف تنظم نشاطها حتى تطير الطيور في الهواء، ويعيش السمك في الماء، ويوجد إنسان في الدّنيا، بجميع ما لديه من الإمكانات والكفاءات العجيبة المثيرة؟
الطبيب: لا تسألني عن هذا، فإنّ علمي لا يتكلم إلا عما يحدث، وليس له أن يجيب: لماذا يحدث؟
يتضح من هذه الأسئلة مدى صلاحية العلم الحديث لشرح العلل والأسباب وراء هذا الكون: إن مثل الكون كمثل آلة تدور تحت غطائها، لا نعلم عنها إلا أنّها تدور ((ولكن لو فتحنا غطاءها فسوف نشاهد كيف ترتبد هذه الآلة بدوائر وتروس كثيرة، يدور بعضها ببعض، ونشاهد حركاتها كلّها. هل معنى هذا أنّنا قد علمنا خالق هذه الآلة بمجرد مشاهدتنا لما يدور بداخلها؟ كيف يفهم منطقياً أن مشاهدتنا هذه أثبتت أن الآلة جاءت من تلقاء ذاتها، وتقوم بدورها ذاتياً؟! ". (¬1)
¬_________
(¬1) الإسلام يتحدى، لوحيد الدين خان: 29-31، وقد ضمّن كلامه نقولاً عن غيره من علماء الغرب.

الصفحة 82