كتاب العقيدة في الله

ماذا تقول هذه النظرية؟
تزعم هذه النظرية أنّ أصل المخلوقات حيوان صغير، نشأ من الماء، ثم أخذت البيئة تفرض عليه من التغييرات في تكوينه ممّا أدّى إلى نشوء صفات جديدة في هذا الكائن، أخذت هذه الصفات المكتسبة تورث في الأبناء حتى تحولت مجموع هذه الصفات الصغيرة الناشئة من البيئة عبر ملايين السنين إلى نشوء صفات كثيرة راقية جعلت ذلك المخلوق البدائي مخلوقاً أرقى، واستمر ذلك النشوء للصفات بفعل البيئة والارتقاء في المخلوقات، حتى وصل إلى هذه المخلوقات التي انتهت بالإنسان.
أساس النظرية:
1- تعتمد النظرية على أساس ما شوهد في زمن ((دارون)) من الحفريات الأرضية، فقد وجدوا أنّ الطبقات القديمة تحتوي على كائنات أولية، وأنّ الطبقات التي تليها تحتوي على كائنات أرقى فأرقى. فقال ((دارون)) : " إنّ تلك الحيوانات الراقية قد جاءت نتيجة للنشوء والارتقاء من الحيوانات والكائنات الأولى ".
2- وتعتمد أيضاً على ما كان معروفاً في زمن ((دارون)) من تشابه جميع أجنّة الحيوانات في أدوارها الأولى، فهو يوحي بأنّ أصل الكائنات واحد، كما أنّ الجنين واحد، وحدث التطور على الأرض كما يحدث في أرحام الكائنات الحيّة.
3- كما تعتمد النظرية على وجود الزائدة الدودية في الإنسان التي هي المساعد في هضم النباتات، وليس لها الآن عمل في الإنسان مما يوحي بأنّها أثر بقي من القرود لم يتطور؛ لأنها تقوم بدورها في حياة القرود.

الصفحة 84