كتاب العقيدة في الله

ولقد كتب الدكتور مصطفى شاكر سليم تعليقاً على كتاب ((الإنسان في المرآة)) للمؤلف (كلايد كلوكهون) حول إنسان (يناندرتال) الذي يزعم أنصار نظرية (دارون) أنّه أوّل إنسان تطور من القرود أو الغوريلا. فقال الدكتور مصطفى: ويتصف (إنسان يناندرتال) بالصفات الطبيعية الرئيسة الآتية: مخ أكبر حجماً من مخ الإنسان المعاصر، وجمجمة كبيرة عريضة. إلى أن قال: إلى جانب أنّ السلسلة التي تغطيها الحفريات مقطعة غير متصلة بما يسمى (الحلقات المفقودة) .
يقول الدكتور (سوريال) في كتابه ((تصدّع مذهب دارون)) :
1- إنّ الحلقات المفقودة ناقصة بين طبقات الأحياء، وليست بالناقصة بين الإنسان وما دونه فحسب، فلا توجد حلقات بين الحيوانات الأولية ذات الخلية الوحيدة والحيوانات ذوات الخلايا المتعددة، ولا بين الحيوانات الرخوية وبين الحيوانات المفصلية، ولا بين الحيوانات اللافقرية وبين الأسماك والحيوانات البرمائية، ولا بين الأخير وبين الزحافات والطيور، ولا بين الزواحف وبين الحيوانات الآدمية، وقد ذكرتها على ترتيب ظهورها في العصور الجيولوجية.
2- تشابه أجنة الحيوانات: ذلك خطأ كبير وقع فيه بعض العلماء، نتيجة لعدم تقدم الآلات المكبّرة التي تبين التفاصيل الدقيقة التي تختلف بها أجنة الحيوانات بعضها عن بعض في التكوين والتركيب والترتيب، إلى جانب التزييف الذي قام به واضع صور الأجنّة المتشابهة العالم الألماني (أرنست هيكل) فإنّه أعلن بعد انتقاد علماء الأجنة له أنّه اضطرّ إلى تكملة الشبه في نحو ثمانية في المئة من صور الأجنّة لنقص الرسم المنقول.
3- أما وجود الزائدة الدودية في الإنسان كعضو أثري للتطور القردي فليس دليلاً قاطعاً على تطور الإنسان من القرد، بل يكون سبب وجودها هو وراثتها من الإنسان الجدّ الذي كان اعتماده على النباتات، فخلقت لمساعدته في هضم تلك النباتات، كما أنّ العلم قد يكشف أنّ لها حقيقة لا تزال غائبة عنّا حتى اليوم.

الصفحة 86