كتاب العقيدة في الله

الحيوان نشأ بالانتخاب الطبيعي أو الانتخاب الصناعي.
ومنهم العلامة ((تندل)) وهو مثل ((هيكل)) قال: " إنّه لا ريب في أنّ الذين يعتقدون بالارتقاء يجهلون أنّه نتيجة مقدمات لم يعلم بها، ومن المحقق عندي أنه لا بدّ من تغيير مذهب (دارون) ".
نظرية لا حقيقة:
لذلك كله فقد أطلق على ما قاله (دارون) بشأن التطور (نظرية التطور) ، وهناك فرق كبير لدى العلماء بين النظرية والحقيقة أو القانون. فالنظرية في اصطلاحهم هي ما تحتمل التصديق والتكذيب، أما الحقيقة أو القانون فلا يحتمل وجهاً من أوجه الباطل.
لماذا انتشرت إذن؟
سبب انتشار هذه النظرية هو مَجيئُها في وقت أذن الله فيه أن يظهر باطل ذلك الدّين المحرف المغير (النصرانية) على أيدي جماعة من أبنائه، فكان لتقدم العلوم أثر كبير في كشف زيف ذلك الدين، مما أدّى إلى نشوب معركة ضارية ذهب ضحيتها آلاف من علماء الطبيعة، وفي المعترك الحامي أخذ كل فريق في استخدام كل سلاح ضد خصمه، فانتشرت هذه النظرية سلاحاً أشهره علماء الطبيعة في وجه دينهم، ثمّ في وجه كلّ دين وطئت أقدامهم المستعمرة أرضه؛ لاعتقادهم بصدق هذه النظرية، وانتقاماً من ذلك الدّين الباطل الذي وقف حجر عثرة أمام البحث في ميادين العلوم الطبيعية، ثم وسيلة لتحطيم أديان الأمم المستعمرة حتى يسهل على المستعمرين السيطرة على هذه الشعوب.
وهكذا فرض التعليم الاستعماري هذه النظرية بعد أن حطم دينها في مناهج الدراسة، وقدمها في ثوب (علمي) حتى يستطيع أن يقنع الطلاب بصدق هذه النظرية ليقرر ما ألقي في أذهان الطلاب من خلاف بين العلم الذي زيفوه والدّين، فيكفر الناس بدينهم.

الصفحة 92