كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

<115> في أمره أولا ولا تكونوا أخرا فقال لهم مالك بن نويرة إن شيخكم خرف فقال أكثم ويل للشجي من الخلي والله ما عليك آسى ولكن على العامة ثم نادى في قومه فتبعه منهم مائة رجل منهم الأقرع بن حابس وسلمى بن القين وأبو تميمة الهجيمي ورباح بن الربيع والهنيد وعبد الرحمن بن الربيع وصفوان بن أسيد فساروا حتى إذا كانوا دون المدينة بأربع ليال كره ابنه حبيش ميسره فأدلج على إبل أصحاب أبيه فنحرها وشق قربهم ومزاداتهم فأصبحوا ليس معهم ماء ولا ظهر فجهدهم العطش وأيقن أكثم بالموت فقال لأصحابه اقدموا على هذا الرجل وأعلموه بأني أشهد أن لا أله إلا الله وأنه رسول الله انظروا إن كان معه كتاب بإيضاح ما يقول فآمنوا به واتبعوه وآزروه قال فقدموا عليه فأسلموا قال فبلغ حاجبا ووكيعا خروج أكثم فخرجا في أثره فلما مرا بقبره أقاما به ونحرا عليه جزورا ثم قدما على أصحابه فقالا لهم ماذا أمركم به أكثم قالوا أمرنا بالإسلام قال فأسلما معهم قال أبو حاتم عاش أكثم ثلاثمائة وثلاثين سنة وكان أبوه صيفي أيضا من المعمرين عاش مائتين وسبعين سنة ويقال بل عاش أكثم مائة وتسعين سنة قلت وأنشد له المرزباني وإن امرئ عاش تسعين حجة إلى مائة لم يسأم العيش جاهل أتت مائتان غير عشر وفائها وذلك من مر الليالي قلائل وذكر الخطيب هذين البيتين بسنده إلى أبي حاتم ونقل عنه أنه كان يقول إنما قلب الرجل مضغة منه وإنه ينحل كما ينحل سائر جسده وقال الخطيب وكانت له حكمة وبلاغة الأكدر بن حمام بن عامر بن صعب بن كثير بن عكارمة بن هذيل بن زر بن تميم اللخمي وله إدراك قال سعيد بن عفير شهد فتح مصر هو وأبوه وقال أبو عمر الكندي في كتاب الخندق حدثني يحيى بن أبي معاوية بن خلف بن ربيعة عن أبيه حدثني الوليد بن سليمان قال كان أكدر علويا وكان ذا دين وفضل وفقه في الدين وجالس الصحابة وروى عنهم وهو صاحب الفريضة التي تسمى الأكدرية وكان ممن سار إلى عثمان وكان معاوية يتألف قومه به فيكرمه ويدفع إليه عطاءه ويرفع مجلسه فلما حاصر مروان أهل مصر اجلب عليه الأكدر بقومه وحاربه بكل أمر يكرهه فلما صالح أهل مصر مروان علم أن الأكدر سيعود إلى فعلاته فألب عليه قوما من أهل الشام فادعوا عليه قتل رجل منهم فدعاه فأقاموا عليه الشهادة فأمر بقتله قال فحدثني موسى بن علي بن رباح عن أبيه قال كنت واقفا بباب مروان حين دعا بالأكدر فجاء ولا يدري فيما دعي إليه فما كان بأسرع من أن قتل فتنادى الجند قتل الأكدر فلم يبق أحد إلا لبس سلاحه وحضروا باب مروان وهم زيادة على ثمانين ألف إنسان فأغلق مروان بابه خوفا فمضوا إلى كريب بن أبرهة فأعلموه الخبر فوجدوه في جنازة زوجته بسيسة بنت حمزة بن عبد كلال فلما فرغ جاء صحبتهم إلى مروان فدخل عليه فقال له مروان إلي يا أبا رشيد فقال بل إلي يا أمير المؤمنين فقام إليه فألقى عليه رداءه وقال أنا له جار فانصرف الجيش عنه وذهب دم الأكدر هدرا وروى أبو عمر الكندي من طريق بن لهيعة قال مرض الأكدر بن حمام بالمدينة ليالي عثمان §

الصفحة 115