كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

<133> رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ قال بن منده كذا رواه عبد الرزاق ورواه إبراهيم بن سعد عن الزهري عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه وهو الصواب قلت لا ينبغي نسبة الوهم فيه إلى عبد الرزاق وحده لاحتمال أن يكون الوهم منه في حال تحديثه لأبي مسعود أو بن أبي مسعود فقد رواه الترمذي عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق على الصواب وكذا هو في مصنف عبد الرزاق من رواية إسحاق الدبري عنه وكذا رواه البخاري من طريق بن المبارك عن معمر وكذا رواه عقيل وصالح وشعيب ويونس وعمرو بن الحارث عن الزهري وكلها صحيحة فظهر أن الحديث الثاني من مسند عمرو بن أمية أيضا والله أعلم أمية بن أبي الصلت الثقفي الشاعر المشهور ذكره بن السكن في الصحابة وقال لم يدركه الإسلام وقد صدقه النبي صلى الله عليه وسلم في بعض شعره وقال قد كاد أمية أن يسلم ثم قص قصة مؤتة من طريق محمد بن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل الثقفي عن أبيه عن جده ثم أخرج حديث عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أنشد قول أمية زحل وثور تحت رجل يمينه والنسر للأخرى وليث مرصد فقال صدق هكذا صفة حملة العرش قلت وصح عن الشريد بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم استنشده من شعر فقال كاد أن يسلم وفي البخاري عن أبي هريرة مرفوعا في حديث وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم وأم أمية رقية بنت عبد شمس بن عباد بن عبد مناف فذلك رثى أمية بن أبي الصلت قتلي بدر بقصيدته المشهورة لأنه كان من رؤوس من قتل بها عتبة وشيبة ابنا ربيعة بن عبد شمس وهما ابنا خاله وكان أبو الصلت والد أمية شاعرا وكذا ابنه القاسم بن أمية وسيأتي أن له صحبة وقال أبو عبيدة اتفقت العرب على أن أمية أشعر ثقيف وقال الزبير بن بكار حدثني عمي قال كان أمية في الجاهلية نظر الكتب وقرأها ولبس المسوح وتعبد أولا بذكر إبراهيم وإسماعيل والحنيفية وحرم الخمر وتجنب الأوثان وطمع في النبوة لأنه قرأ في الكتب أن نبيا يبعث بالحجاز فرجا أن يكون هو فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم حسده فلم يسلم وهو الذي رثى قتلي بدر بالقصيدة التي أولها ماذا يبدر والعقنقل من مرازبة جحاجح وذكر صاحب المرآة في ترجمته عن بن هشام قال كان أمية آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم فقدم الجحاز ليأخذ ماله من الطائف ويهاجر فلما نزل بدرا قيل له إلى أين يا أبا عثمان قال أريد أن أتبع محمدا فقيل له هل تدري ما في هذا القليب قال لا قيل فيه شيبة وعتبة ابنا خالك وفلان وفلان فجدع أنف ناقته وشق ثوبه وبكى وذهب إلى الطائف فمات بها ذكر ذلك في حوادث السنة الثانية والمعروف أنه مات التاسعة ولم يختلف أصحاب الأخبار أنه مات كافرا وصح أنه عاش حتى رثى أهل بدر وقيل أنه الذي نزل فيه قوله تعالى الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها وقيل إنه مات سنة تسع من الهجرة بالطائف كافرا قبل أن يسلم الثقفيون وقال المرزباني اسم أبي الصلت عبد الله بن ربيعة بن عوف بن عقدة بن غيرة §

الصفحة 133