كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

<138> أبو موسى قد روى هذا الحديث عن ديلم الجيشاني وأظنه هو الذي سأل قلت وقد ذكره البخاري في تاريخه فقال أوس بن بشر المعافري يعد في المصريين صحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه عامر بن يحيى المعافري وواهب بن عبد الله وسمع عقبة بن عامر وكذا ذكره بن حبان في ثقات التابعين أوس بن ثابت الأنصاري فرق الطبراني بينه وبين أوس بن ثابت أخي حسان وهو هو فروى في ترجمة هذا عن عروة فيمن شهد العقبة من بني عمرو بن مالك بن النجار وشهد بدرا أوس بن ثابت بن المنذر ثم ذكره عن موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا أوس بن ثابت بن المنذر لا عقب له وإنما اشتبه على الطبراني من وجهين أحدهما أنه لم ينسب أوس بن ثابت أخا حسان والآخر أنه قال هو والد شداد ورأى قول موسى إنه لم يعقب فحكم بأنه غيره أوس بن حارثة بن لأم بن عمرو بن ثمامة بن عمرو بن طريف الطائي ذكره بن قانع وقد تقدم أنه وهم في ترجمة أوس بن حارثة في القسم الأول وذكره المرزباني في معجم الشعراء وقال إنه شاعر جاهلي وذكر بن الكلبي أن هانئ بن قبيصة بن أوس بن حارثة بن لأم كان نصرانيا وكان تحته بنت عم له نصرانية فأسلمت ففرق عمر بن الخطاب بينهما فلو كان أوس بن حارثة أسلم لم يقر حفيده هانئ بن قبيصة على النصرانية وذكر أبو حاتم السجستاني في المعمرين قال عاش أوس بن حارثة بن لأم مائتين وعشرين سنة حتى هرم وذهب سمعه وعقله وكان سيد قومه ورئيسهم ذكر ذلك بن الكلبي عن أبيه قال فبلغنا أن بنية ارتحلوا وتركوه في عرصتهم حتى هلك فيها ضيعة فهم يسبون بذلك إلى اليوم فهذا يؤيد ماقلناه إنه لم يدرك الإسلام أوس بن عرابة صوابه عرابة بن أوس كما تقدم في ترجمة أوس بن ثابت أوس بن محجن أبو تميم الأسلمي ذكره أبو موسى وابن شاهين وأنه أسلم بعد أن قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انتهى وقد صحف أباه وإنما هو أوس بن حجر كما تقدم أوس المزني ذكره بن قانع هكذا بالزاي والنون واستدركه بن الأثير وغيره فوهموا وإنما هو أوس المرئي بالراء والهمزة كما تقدم أوس غير منسوب ذكره بن قانع أيضا وروى عن بن لهيعة عن عبد ربه بن سعيد عن يعلى بن أوس عن أبيه قال كنا نعد الرياء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر وهذا غلط نشأ عن حذف وذلك أن هذا الحديث إنما هو من رواية يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه فالصحابية لشداد بن أوس فلما وقع يعلى في هذه الرواية منسوبا إلى جده أوس ظن بن قانع أنه على ظاهره والحديث معروف بشداد بن أوس من طرق ولذلك أخرجه الطبراني من طريق يعلى بن شداد بن أوس عن أبي والله أعلم §

الصفحة 138