كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

<175> فوائد أبي العباس الأصم قال حدثنا أبو عتبة حدثنا بقية حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن بن حلبس قال قال بشير بن أبي مسعود وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا الله وعليكم بالجماعة فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد على ضلالة والحديث موقوف فلو كان هذا محفوظا لكان بشير صحابيا لا محالة لكن عندي أنه سقط منه قوله عن أبيه لأن هذا الكلام محفوظ من قول أبي مسعود أخرجه الحاكم وغيره من طرق عنه والله أعلم وبشير جزم البخاري والعجلي ومسلم وأبو حاتم وغيرهم بأنه تابعي وقيل إنه ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وقيل بل ولد بعده ذكر ذلك بن خلفون وقد جزم بن عبد البر في التمهيد بأنه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم بشير بن فديك يكنى أبا صالح قال بن السكن يقال له صحبة وإنما الصحبة لأبيه وقال بن منده له رؤية ولأبيه صحبة وذكره بن حبان في الصحابة وقال جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حديثه عند ولده قال البغوي بلغي عن فديك بن سليمان عن الأوزاعي عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديك أن أباه قال قلت يا رسول الله أنه من لم يهاجر هلك فقال أقم الصلاة الحديث وأخرجه الباوردي من هذا الوجه لكنه وهم فقد رواه البغوي وابن حبان من طريق الزبيدي عن الزهري عن صالح بن بشير عن أبيه أن فديكا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله فذكر الحديث ورواه بن منده من وجه آخر عن الزبيدي فقال عن صالح عن أبيه قال جاء فديك فظهر أن قوله في الرواية الأولى إن أباه إنما يعني به فديك فهو أبوه على المجاز لأنه جده وكل من ذكره من الصحابة تمسك بالرواية الأولى والزبيدي أثبت في الزهري من غيره وحديثه هو الصواب ولولا أن بن منده جزم بان له رؤية لكان الأولى به القسم الرابع
القسم الثالث من حرف الباء في ذكر من أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجتمع به سواء في حياته أم بعده الباء بعدها الألف بأبويه الفارسي الكاتب قال بن أبي الدنيا في دلائل النبوة حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا محمد بن إسحاق قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن حذافة إلى كسرى بكتابه يدعوه إلى الإسلام فلما قراه شقق كتابه ثم كتب إلى عامله على اليمن باذان أن ابعث إلى هذا الرجل برجلين جلدين فليأتياني به فبعث باذان قهرمانة بأبويه وكان كاتبا حاسبا وبعث معه رجلا من الفرس يقال له خسرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يأمره أن ينصرف معهما إلى كسرى وقال لبابويه ويلك انظر إلى الرجل ما هو وائتني بخبره فقدما الطائف ثم قدما المدينة فكلمه بأبويه إن شاهنشاه كسرى كتب إلى الملك باذان يأمره أن يبعث إليه من يأتيه بك فإن اجبت كتبت معك ما ينفعك §

الصفحة 175