كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

<2> بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
قال شيخنا الإمام شيخ الإسلام ملك العلماء الأعلام حافظ العصر وممليه وحامل لواء السنة فيه إمام المعدلين والمخرجين أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد ابن محمد بن علي بن أحمد بن حجر العسقلاني الشافعي أبقاه الله في خير وعافية الحمد لله الذي أحصى كل شيء عددا ورفع بعض خلقه على بعض فكانوا طرائق قددا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولا يكون أبدا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله أكرم به عبدا سيدا وأعظم به حبيبا مؤيدا فما أزكاه أصلا ومحتدا وأطهره مضجعا ومولدا وأكرمه أصحابا كانوا نجوم الاهتداء وأئمة الاقتداء صلى الله عليه وعليهم صلاة خالدة وسلاما مؤبدا وسلم تسليما أما بعد فإن من أشرف العلوم الدينية علم الحديث النبوي ومن أجل معارفه تمييز أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن خلف بعدهم وقد جمع في ذلك جمع من الحفاظ تصانيف بحسب ما وصل إليه اطلاع كل منهم فأول من عرفته صنف في ذلك أبو عبد الله البخاري أفرد في ذلك تصنيفا ينقل منه أبو القاسم البغوي وغيره وجمع أسماء الصحابة مضموما إلى من بعدهم جماعة من طبقة مشايخه كخليفة بن خياط ومحمد بن سعد ومن قرنائه كيعقوب ابن سفيان وأبي بكر بن أبي خيثمة وصنف في ذلك جمع بعدهم كأبي القاسم البغوي وأبي بكر بن أبي داود وعبدان ومن قبلهم بقليل كمطين ثم كأبي علي بن السكن وأبي حفص بن شاهين وأبي منصور الماوردي وأبي حاتم ابن حبان وكالطبراني ضمن معجمه الكبير ثم كأبي عبد الله بن منده وأبي نعيم ثم كأبي عمر بن عبد البر وسمى كتابه الاستيعاب لظنه أنه استوعب ما في كتب من قبله ومع ذلك ففاته شيء كثير فذيل عليه أبو بكر بن فتحون ذيلا حافلا وذيل عليه جماعة في تصانيف لطيفة وذيل أبو موسى المديني على ابن منده ذيلا كبيرا وفي أعصار هؤلاء خلائق يتعسر حصرهم ممن صنف في ذلك أيضا إلى أن كان في أوائل القرن السابع فجمع عز الدين بن الأثير كتابا حافلا سماه أسد الغابة جمع فيه كثيرا من التصانيف المتقدمة إلا أنه تبع من قبله فخلط من ليس صحابيا بهم وأغفل كثيرا من التنبيه على كثير من الأوهام الواقعة في كتبهم ثم جرد الأسماء التي في كتابه مع زيادات عليها الحافظ أبو عبد الله الذهبي وعلم لمن ذكر غلطا ولمن لا تصح صحبته ولم يستوعب ذلك ولا قارب وقد وقع لي بالتتبع كثير من الأسماء التي ليست في كتابه ولا أصله على شرطهما فجعت كتابا كبيرا في ذلك ميزت فيه الصحابة من غيرهم ومع ذلك فلم يحصل لنا من ذلك جميعا الوقوف على العشر من أسامي الصحابة بالنسبة إلى ما جاء عن أبي زرعة §

الصفحة 2