كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 1)
<248> عن رجاله وزاد أنه لم يزل ملازما لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبيه حتى قبض وظن أبو نعيم أن بن منده انفرد بذلك فتعقبه بأنه وهم وأن الذي شهد حنينا هو أبوه أبو سفيان ولا حجة لأبي نعيم في ذلك فقد جزم بن حبان بأنه أسلم مع أبيه وأنه شهد حنينا قال وأمه حمامة بنت أبي طالب وإنه مات بدمشق سنة خمسين وقال الجعابي في كتاب من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه وجعفر بن أبي سفيان لقي النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه بالأبواء فأسلم وسيأتي في ترجمة أبيه أبي سفيان أنه لما استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يأذن له قال لئن لم يأذن لي لآخذن بيد ابني هذا فنتوجه في الأرض قال أبو اليقظان لا عقب لجعفر جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أبو عبد الله بن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأحد السابقين إلى الإسلام وأخو علي شقيقه قال بن إسحاق أسلم بعد خمسة وعشرين رجلا وقيل بعد واحد وثلاثين قالوا وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين معاذ بن جبل كان أبو هريرة يقول إنه أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم وفي البخاري عنه قال كان جعفر خير الناس للمساكين وقال خالد الحذاء عن عكرمة سمعت أبا هريرة يقول ما احتذى النعال ولا ركب المطايا ولا وطئ التراب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفر بن أبي طالب رواه الترمذي والنسائي وإسناده صحيح وروى البغوي من طريق المقبري عن أبي هريرة قال كان جعفر يحب المساكين ويجلس إليهم ويخدمهم ويخدمونه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنيه أبا المساكين وقال له النبي صلى الله عليه وسلم أشبهت خلقي وخلقي رواه البخاري ومسلم من طريق حديث البراء وفي المسند من حديث علي رفعه أعطيت رفقاء نجباء فذكره منهم وهاجر إلى الحبشة فأسلم النجاشي ومن تبعه على يديه وأقام جعفر عنده ثم هاجر منها إلى المدينة فقدم والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر وكل ذلك مشهور في المغازي بروايات متعددة صحيحة وروى البغوي وابن السكن من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن يحيى بن سعيد عن القاسم عن عائشة قالت لما قدم جعفر وأصحابه استقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل ما بين عينيه وروى بن السكن من طريق مجالد عن الشعبي عن عبد الله بن جعفر قال ما سألت عليا فامتنع فقلت له بحق جعفر إلا أعطاني استشهد بمؤتة من أرض الشام مقبلا غير مدبر مجاهدا للروم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم سنة ثمان ففي جمادى الأولى وكان أسن من علي بعشر سنين فاستوفى أربعين سنة وزاد عليها على الصحيح قال بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه حدثني أبي الذي أرضعني وكان أحد بني مرة بن عوف قال والله لكأني أنظر إلى جعفر بن أبي طالب يوم مؤتة اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم تقدم فقاتل حتى قتل أخرجه أبو داود من هذا الوجه وقال بن إسحاق هو أول من عقر في الإسلام وروى الطبراني من حديث نافع عن بن عمر قال كنت معهم في تلك الغزوة فالتمسنا جعفرا فوجدنا فيما أقبل من جسمه بضعا وتسعين بين طعنة ورمية قال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت §