كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

<26> ولأرطاة ذكر من وجه آخر قال بن أبي شيبة حدثنا بن إدريس عن حنش بن الحارث عن أبيه قال مرت النخع بعمر فأتاهم فتصفحهم وهم ألفان وخمسمائة وعليهم رجل يقال له أرطاة فقال إني لأرى السرو فيكم متربعا سيروا إلى إخوانكم من أهل العراق فقاتلوا فقالوا بل نسير إلى الشام قال سيروا إلى العراق فساروا إلى العراق ورواه عن أبي نعيم عن حنش سمعت أبا الحارث يذكره قال قدمنا من اليمن فنزلنا المدينة فخرج علينا عمر فطاف في النخع نحوه وزاد فأتينا القادسية فقتل منا كثير ومن سائر الناس قليل فسئل عمر عن ذلك فقال إن النخع ولوا أعظم الأمر وحده الأرقم بن أبي الأرقم وكان اسمه عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم يكنى أبا عبد الله قال بن السكن أمة تماضر بنت حذيم السهمية ويقال بنت عبد الحارث الخزاعية كان من السابقين الأولين قيل أسلم بعد عشرة وقال البخاري له صحبة وذكره بن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وروى الحاكم في ترجمته في المستدرك أنه أسلم سابع سبعة وكانت داره على الصفا وهي الدار التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس فيها في الإسلام وذكر قصة طويلة لهذه الدار وأن الأرقم حبسها وأن احفاده بعد ذلك باعوها لأبي جعفر المنصور ورواه بن منده من طريق أقوى من طريق الحاكم وهي عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم عن جده وكان بدريا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في داره التي عند الصفا حتى تكاملوا أربعين رجلا مسلمين وكان آخرهم اسلاما عمر فلما تكاملوا أربعين رجلا خرجوا وروى أحمد من طريق عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم عن أبيه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ويفرق بين الإثنين بعد خروج الإمام كالجار قصبه في النار وأخرجه الحاكم أيضا لكن قال الدار قطني في الأفراد تفرد به هشام بن زياد وهو أبوالمقدام وقد ضعفوه وروى الحاكم أيضا أن الأرقم أوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص وروى بن منده من طريق إبراهيم بن المنذر قال توفي الأرقم في خلافة معاوية سنة خمس وخمسين ثم روى بسند لين عن عثمان بن الأرقم قال توفي أبي سنة ثلاث وخمسين وهو بن خمس وثمانين سنة وصلى عليه سعد بن أبي وقاص وروى أبو نعيم وابن عبد البر بسند منقطع أنه توفي يوم مات أبو بكر الصديق وحمله بن عبد البر على أن المراد بذلك والده أبو الأرقم كما سيأتي في ترجمته وشهد الأرقم بدرا وأحدا والمشاهد كلها وأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم دارا بالمدينة وقال بن عبد البر وقع لابن أبي الحاتم فيه وهم فإنه جعل الأرقم هذا والد عبد الله بن الأرقم يعني الذي كان على بيت المال لعثمان وهذا زهري والأول مخزومي ووالد الزهري اسمه عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف قلت روى الطبراني من طريق الثوري عن بن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن بن عباس قال استعمل النبي صلى الله عليه وسلم الأرقم بن أبي الأرقم الزهري على السعاية فاستتبع أبا رافع مولى النبي §

الصفحة 26