كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 1)
<284> حدثنا هشيم وروى بن قانع من طريق الحسن بن عرفة وروى بن منده من طريق يحيى بن أيوب كلاهما عن هشيم أخبرنا منصور عن الحسن عن جون بن قتادة التميمي قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فمر بعض أصحابه بسقاء معلق فيه ماء وأراد أن يشرب فقال له صاحب السقاء إنه جلد ميتة فذكروا ذلك له فقال اشربوا فإن دباغ الميتة طهورها قال البغوي هكذا حدث به هشيم لم يجاوز به جون بن قتادة وليست لجون صحبة وقال بن منده وهم فيه هشيم وليست لجون صحبة ولا رؤية قال وقد رواه قتادة عن الحسن عن جون عن سلمة بن المحبق وقال أبو نعيم قد رواه زكريا بن يحيى بن زحمويه عن هشيم فذكر سلمة بن المحبق في الإسناد ثم ساقه من طريقه كذلك وقال جوده زحمويه والراوي عنه أسلم بن سهيل الواسطي من كبار الحفاظ العلماء من أهل واسط فتبين أن الواهم فيه غير هشيم وتعقبه المزي بأن كلام بن منده صواب وأن الوهم فيه من هشيم وأن رواية زحمويه شاذة قلت ويحتمل أن يكون هشيم حدث به على الوهم مرارا وعلى الصواب مرة واغتر أبو محمد بن حزم بظاهر إسناد هشيم فروى من طريق الطبري عن محمد بن حاتم عن هشيم فذكره كما رواه أحمد بن منيع ومن تابعه وقال هذا حديث صحيح وجون قد صحت صحبته وتعقبه أبو بكر بن معوز فقال هذا خطأ فجون رجل تابعي مجهول لا يعرف روى عنه الا الحسن وروايته لهذا الحديث إنما هي عن سلمة بن المحبق أخطأ فيه محمد بن حاتم قلت ولم يصب في نسبته للخطأ فيه إلى محمد بن حاتم وأما قوله أن جونا مجهول فقد قاله أبو طالب والأثرم عن أحمد بن حنبل وقال أبو الحسن بن البراء عن علي بن المديني جون معروف وإن كان لم يرو عنه الا الحسن وعده في موضع آخر في شيوخ الحسن المجهولين وقد روى جون بن قتادة أيضا عن الزبير بن العوام وشهد معه الجمل وأما رواية قتادة التي أشار إليها بن منده فرواها أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم ولم يختلف عليه في ذكر سلمة بن المحبق في إسناده والله أعلم
حرف الحاء المهملة
القسم الأول باب الحاء بعدها الألف
حابس بن دغنة الكلبي له خبر في أعلام النبوة وله صحبة كذا أورده أبو عمر مختصرا والخبر المذكور ذكره هشام بن الكلبي من حديث عدي بن حاتم قال كان لي عسيف من كلب يقال له حابس بن دغنة فبينما أنا ذات يوم بفنائي إذا أنا به مروع الفؤاد فقال دونك إبلك فقلت ما هاجك قال بينما أنا بالوادي إذا بشيخ من شعب جبل تجاهى كأن رأسه رخمة فانحدر عما نزل عنه العقاب وهو مترسل غير منزعج حتى استقرت قدماه في الحضيض وأنا أعظم ما أرى فقال يا حابس بن دغنة يا حابس لا تعرضن بقلبك الوساوس هذا سنا النور بكف القابس فاجنح إلى الحق ولا تدالس §