كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

<3> الرازي قال توفي النبي صلى الله عليه وسلم ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة كلهم قد روى عنه سماعا أو رؤية قال ابن فتحون في ذيل الاستيعاب بعد أن ذكر ذلك أجاب أبو زرعة بهذا سؤال من سأله عن الرواة خاصة فكيف بغيرهم ومع هذا فجميع من في الاستيعاب يعني ممن ذكر فيه باسم أو كنية وهما ثلاثة آلاف وخمسمائة وذكر أنه استدرك عليه على شرطه قريبا ممن ذكره قلت وقرأت بخط الحافظ الذهبي من ظهر كتابه التجريد لعل الجميع ثمانية آلاف إن لم يزيدوا لم ينقصوا ثم رأيت بخطه أن جميع من في أسد الغابة سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة وخمسون نفسا ومما يؤيد قولي أبي زرعة ما ثبت في الصحيحين عن كعب بن مالك في قصة تبوك والناس كثير لا يحصيهم ديوان وثبت عن الثوري فيما أخرجه الخطيب بسنده الصحيح إليه قال من قدم عليا على عثمان فقد أزرى على اثني عشر ألفا مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فقال النووي وذلك بعد النبي صلى الله عليه وسلم باثني عشر عاما بعد أن مات في خلافة أبي بكر في الردة والفتوح الكثير ممن لم يضبط أسماؤهم ثم مات في خلافة عمر في الفتوح وفي الطاعون العام وعمواس وغير ذلك من لا يحصي كثرة وسبب خفاء أسمائهم أن أكثرهم أعراب وأكثرهم حضروا حجة الوداع والله أعلم وقد كثر سؤال جماعة من الإخوان في تبييضه فاستخرت الله تعالى في ذلك ورتبته على أربعة أقسام في كل حرف منه فالقسم الأول فيمن وردت صحبته بطريق الرواية عنه أو عن غيره سواء كانت الطريق صحيحة أو حسنة أو ضعيفة أو وقع ذكره بما يدل على الصحبة بأي طريق كان وقد كنت أولا رتبت هذا القسم الواحد على ثلاثة أقسام ثم بدا لي أن أجعله قسما واحدا وأميز ذلك في كل ترجمة القسم الثاني من ذكر في الصحابة من الأطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة من النساء والرجال ممن مات صلى الله عليه وسلم وهو في دون سن التمييز إذ ذكر أولئك في الصحابة إنما هو على سبيل الإلحاق لغلبة الظن على أنه صلى الله عليه وسلم رآهم لتوفر دواعي أصحابه على إحضارهم أولادهم عنده عند ولادتهم ليحنكهم ويسميهم ويبرك عليهم والأخبار بذلك كثيرة شهيرة ففي صحيح مسلم من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم وأخرجه الحاكم في كتاب الفتن في المستدرك عن عبد الرحمن بن عوف قال ما كان يولد لأحد مولود إلا أتي به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدعا له الحديث وأخرج ابن شاهين في كتاب الصحابة في ترجمة محمد بن طلحة بن عبد الله من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى أبي طلحة عن ظئر محمد بن طلحة قال لما ولد محمد ابن طلحة أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم ليحنكه ويدعو له وكذلك كان يفعل بالصبيان لكن أحاديث هؤلاء عنه من قبيل المراسيل عند المحققين من أهل العلم بالحديث ولذلك أفردتهم عن أهل القسم الأول §

الصفحة 3