كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

<66> ففرا منه وكان أحدهما يسمى كلابا فبكاهما بأشعار فردهما عليه عمر بن الخطاب وحلف عليهما الا يفارقاه حتى يموت وروى الدولابي في الكنى من طريق أبي سعد عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي عن الزهري قال مررت بعروة وهو جالس في سقيفة فقال هل لك في حديث غريب أن أمية بن الأسكر الجندعي خرف وقد هاجر ابنان له مع سعد بن أبي وقاص فقال أمية في شعره أتاه مهاجران فربخاه عباد الله قد عقا وخابا تركت أباك البيت وفيها اناديه فولاني قفاه فلا وأبي كلاب ما اصابا وروى الزبير في الموفقيات هذه القصه بطولها ولامية بن الاسكر خبر في حرب الفجار ذكره بن إسحاق في السيرة الكبرى قال فقال بن أبي أسماء بن الضريبة نحن كنا الملوك من أهل نجد وحماة الديار عند الذمار وضربنا به كنانة ضربا حالفوا بعده سوام العشار قال فأجابه أمية بن الاسكر ابلغا حمة الضريبة أنا قد قتلنا سراتكم في الفجار وسقيناكم المنية صرفا وذهبنا بالهب والابكار وأنشد له محمد بن حبيب عن أبي عبيدة شعرا آخر في حرب الفجار قاله في وهب بن معتب الثقفي المرء وهب وهب آل معتب مل الغواة وأنت لما تملل يسعى توقدها بحرك وقودها وإذا تهيأ صلح قومك تأتلى لكنه قال في أمية بن حرثان بن الاسكر وروى قصته أيضا أسلم بن سهل في تاريخ واسط من طريق شبيب بن شيبة بن عبد الله بن الاهتم التميمي عن أبيه قال كان رجل له ابوان شيخان كبيران فذكر القصة وفيها الشعر وقال المدائني عن أبي عمرو بن العلاء عمر أمية طويلا حتى خرف وقال أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين عاش أمية بن الاسكر دهرا طويلا وقال يتشوق إلى ابنه كلاب أعاذل قد عذلت بغير علم وما يدريك ويحك ما الاقي فإما كنت عاذلتى فردي كلابا إذا توجه للعراق ساستعدى على الفاروق ربا له رفع الحجيج إلى بساق إن الفاروق لم يردد كلابا إلى شيخين هامهما زواقي فبلغ عمر شعره فكتب إلى سعد يأمره باقفال كلاب فلما قدم أرسل عمر إلى أمية فقال له أي شيء أحب إليك قال النظر إلى ابني كلاب فدعاه له فلما رآه اعتنقه وبكى بكاء شديدا فبكى عمر وقال يا كلاب الزم أباك وأمك ما بقيا قلت إنما لم اؤخره إلى المخضرمين لقول أبي عمرو الشيباني الذي صدرنا به فإنه ليس في بقية الأخبار ما ينفيه فهو على الاحتمال ولا سيما من رجل كناني من جيران قريش وسيأتي خبر §

الصفحة 66