كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 1)

<78> في تاريخه وأبو علي بن السكن من طريق الليث عن يحيى بن سعيد عن خالد بن أبي عمران أن الحكم بن مسعود حدثه أن أنيس بن أبي مرثد الأنصاري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستكون فتنة بكماء عمياء صماء المضطجع فيها خير من القاعدة الحديث وأورده بن شاهين من هذا الوجه لكن قال عن أنيس بن مرثد الأنصاري وترجم له بن عبد البر أنيس بن مرثد بن أبي مرثد الغنوي وأشار إلى هذا الحديث في ترجمته فقال روى عنه الحكم بن مسعود حديثه في الفتنة انتهى وقد فرق بن السكن وغيره بين أنيس بن أبي مرثد الأنصاري وأنس بن أبي مرثد الغنوي وهو الصواب وذكر العسكري أنيس بن أبي مرثد الأنصاري في الصحابة وأما بن حبان فذكره في ثقات التابعين وأن كان أنس بن مرثد بن أبي مرثد الغنوي يدعى أنيسا مصغرا فهو غير هذا والله أعلم أنيس الأسلمي مذكور في حديث العسيف روى البخاري ومسلم وغيرهما من طريق الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن بحينة عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني أن رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه إن ابني كان عسيفا على هذا فزنا بامرأته وإني أخبرت أن على ابني الرجم فافتديت منه بمائة شاة ووليدة فسألت أهل العلم فأخبروني أن على ابني جلد مائة وتغريب عام وأن على امرأة هذا الرجم الحديث وفي آخره إن النبي صلى الله عليه وسلم قال واغد يا أنيس لرجل من أسلم على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها فغدا عليها فاعترفت فرجمها قال بن السكن لست أدري من أنيس المذكور في هذا الحديث ولم أجد له رواية غير ما ذكر في هذا الحديث ويقال هو أنيس بن الضحاك الأسلمي وقال غيره يقال هو أنيس بن أبي مرثد وهو خطأ لأن بن أبي مرثد غنوي وهذا ثبت في هذا الحديث أنه اسلمي أنيس الأنصاري روى البغوي وابن شاهين والطبراني في الأوسط من حديث عباد بن راشد عن ميمون بن سياه عن شهر بن حوشب قال قام رجال خطباء يشتمون عليا ويقعون فيه فقام رجل من الأنصار يقال له أنيس فحمد الله واثنى عليه ثم قال إنكم قد اكثرتم اليوم في سب هذا الرجل وشتمه واقسم بالله لأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على وجه الأرض من حجر ومدر أترون شفاعته تصل إليكم ويعجز عن أهل بيته قال الطبراني في الأوسط لا يروى عن أنيس إلا بهذا الإسناد قال وأنيس الذي روى هذا الحديث هو عندي البياضي له ذكر في المغازي وتبعه أبو موسى أنيس أبو فاطمة مشهور بكنيته ويقال اسمه إياس وذكر بن السكن أنه يقال أنه أنيس بن الضحاك الأسلمي أنيس قال النبي صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك يا أنيس رواه مسلم من طريق عكرمة بن عمار عن إسحاق بن أبي طلحة عن أنس وخاطبته به عائشة في حديث أخرجه البيهقي في فضائل الأوقات من طريق أبي رجاء العطاردي عن أنس §

الصفحة 78