ضعيفٌ لعدمِ معرفة حالِ الواسطة بين ابنِ سيرين والمغيرةِ، ولا يصحُّ المتنَ بالسندِ الأولِ وحده؛ لأنَّ ابنَ عَونٍ صَرَّحَ أنه قدِ اختلطَ عليه كلا المتنينِ، فلا يُفَرِّقُ لفظَ هذا من لفظِ هذا.
وقد رواه أحمدُ من طريقِ ابنِ سيرينَ بغيرِ هذا اللفظِ، فرواه عن إسماعيلَ بنِ عُليةَ، أخبرنا أيوبُ، عن محمدٍ، عن عمرِو بنِ وهبٍ الثقفيِّ قَالَ: كُنَّا معَ المغيرةِ بنِ شُعْبَةَ ... الحديث. وجاء فيه: ((فَلَمَّا كَانَ مِنَ السَّحَرِ، ضَرَبَ عُنُقَ رَاحِلتِي)).
وهذا إسنادُهُ صحيحٌ رجالُهُ ثقاتٌ رجالُ الشيخينِ غير عمرو وهو ثقة، كما تقدَّم.
[تنبيه]:
رواه الطحاويُّ في (مشكل الآثار) عن يزيدَ بنِ سِنَانٍ، حدثنا أزهرُ بنُ سعدٍ السَّمَّانُ، عن ابنِ عَوْنٍ، عنِ الشعبيِّ، حدَّثني عروةُ بنُ المغيرةِ بنِ شعبةَ، عن أبيهِ ... به، لم يذكرْ طريقَ ابنِ سيرينَ، وهذا وهم كما هو ظاهرٌ من روايةِ النسائيِّ، وانظر (الفصل للوصل ٢/ ٨٦٢).
وقد رواه الطحاويُّ نفسُهُ في الروايةِ التي قبلها منَ الطريقينِ فقال: ((حدثنا الحسينُ بنُ نَصر، قال: سمعتُ يزيدَ بنَ هارونَ، أخبرنا ابنُ عَونٍ، عن عروةَ بنِ المغيرةِ بنِ شعبةَ، عن أبيهِ، وابنِ عَونٍ، عنِ ابنِ سيرينَ، يرفعه إلى المغيرةِ بنِ شعبةَ)).
وقد يُستَدَلُّ بهذا على أن الوهمَ ليسَ منَ الطحاويِّ، وإنما هو ممن فوقه.
* * *