كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 20)

ولهذا صَحَّحَ الحاكمُ حديثنَا، فقالَ: "هذا حديثٌ صحيحٌ على شرطِ مسلمٍ، ولم يخرجاه بهذا اللفظِ، إنما اتفقا على المسحِ على العِمَامَةِ بغيرِ هذا اللفظِ".
وتَعَقَّبَهُ ابنُ عبدِ الهادي فقال: "وفي قوله نَظَرٌ، فإنه من روايةِ ثَورِ بنِ يَزيدَ، عن رَاشدِ بنِ سَعدٍ، عن ثَوبَانَ، وثورٌ لم يروِ له مسلمٌ بل انفردَ به البخاريُّ، وراشدُ بنُ سَعدٍ لم يحتجَّ به الشيخان" (المحرر في الحديث صـ ١١٣ - ١١٤)، ولهذا قال في (تنقيح التحقيق ١/ ٢١٣): "ليس كما قال".
وقال الذهبيُّ: "إسنادُهُ قويٌّ، وخَرَّجَهُ الحاكمُ، فقال: على شرطِ مسلمٍ، فأخطأَ، فإنَّ الشيخين ما احتجا برَاشَدٍ، ولا ثور من شرطِ مسلمٍ" (سير أعلام النبلاء ٤/ ٤٩١).
وصَحَّحَ إسنادَهُ كذلك: النوويُّ في (المجموع ١/ ٤٠٨)، والألبانيُّ في (صحيح أبي داود ١٣٤).
وهو ظاهرُ صنيعِ عبدِ الحقِّ الإشبيليِّ؛ حيثُ قال عقب الحديث: "راشدُ بنُ سَعدٍ ثقةٌ مشهورٌ، قال البخاريُّ: راشدُ بنُ سعدٍ سمعَ ثَوبَانَ" (الأحكام الكبرى ١/ ٤٧٨).
وقد احْتَجَّ به الإمامُ أحمدُ أيضًا؛ قال عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ -عقب الحديث-: سمعتُ أبي يقولُ: "العَصَائِبُ: العَمَائِمُ، وَالتَّسَاخِينُ: الخِفَافُ"، قال أَبي: "وبه أقولُ" (مسائل أحمد رواية عبد الله صـ ٣٥).

[تنبيهان]:
الأولُ:
جاء في (الدراية للحافظ ١/ ٧٢): "أخرجه أحمدُ، وأبو داودَ، والحاكمُ،

الصفحة 662