كتاب ديوان السنة - قسم الطهارة (اسم الجزء: 20)

وإسنادُهُ منقطعٌ، وضَعَّفَهُ البييهقيُّ، وقال البخاريُّ: حديثٌ لا يَصِحُّ"اهـ.
قلنا: وهذا النقلُ عنِ البخاريِّ والبيهقيِّ لا يَصحُّ؛ فلم نقفْ عليه في مَظَانِّهِ، ولا نقله عنهما غيرُ الحافظِ، والذي يبدو أن هناكَ تداخلٌ في الكلامِ -لعلَّه من النُّسَّاخِ-، فهذا كلامهما على حديثِ خُزيمةَ بنِ ثَابتٍ في المسحِ عَلَى الخُفَّينِ، وقد ذَكَرَهُ الحافظُ قبلَ حديثِ ثَوبَانَ هذا، والله أعلم.

الثاني:
جاء في (جامع التحصيل صـ ١٥٣) -وتبعه صاحبُ (تحفة التحصيل صـ ٤٦) -:
أن ثورَ بنَ يزيدَ روى عن رَاشدِ بنِ سَعدٍ، عن مالكِ بنِ يُخامِرَ، قَالَ: «رَأَيْتُ مُعاذَ بنَ جَبَلٍ يَقْتُلُ القَمْلَ وَالبَراغِيثَ في الصَّلَاةِ». وقال العلائيُّ بإثرِهِ: "قال أحمدُ بنُ حَنبلٍ: ثَورٌ لم يسمعْ من رَاشدٍ شيئًا".اهـ.
وهذا النقلُ يبدو أن فيه وهمًا؛ فلم نجدْ هذا النقلَ عند غيرِ العلائيِّ رحمه الله، وأثرُ معاذٍ المذكور، رواه ابنُ أبي شيبةَ في (المصنف ٧٥٦٠): عن وكيعٍ، قال: حدثنا ثور الشاميُّ، عن راشدِ بنِ سعدٍ، عن مالكِ بنِ يُخامر، قال ثور مرة: راشد بن سعد، أو غيره.
فلعلَّ الصواب في كلامِ أحمدَ: لم يسمعه من راشدٍ، يعني: هذا الأثر بعينه، وليس مطلقًا، وإلا فثور مشهور بالرواية عن راشد بن سعد، وقد صَرَّحَ بالسماعِ منه في غيرِ ما حديثٍ، منها ما رواه أحمدُ -نفسُهُ- في (المسند ١٩٠٧٥) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ثور، قال: حدثنا راشد بن سعد ... الحديث.
فهل يَشُكُّ أحمدُ في سماعِهِ منه، بعد روايتِهِ ذلك عن شيخِهِ الحافظِ الثبتِ

الصفحة 663