كتاب الشيعة والسنة

التقية، ولا دين لمن لا تقية له" (¬1).
وأكثر من ذاك فقد روى الكليني هذا في صحيحه "عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله "ع" التقية من دين الله، قلت: ومن دين الله؟ قال: أي والله من دين الله" (¬2).
فهذا هو دينهم الذي يدينونه، وهذا هو معتقدهم الذي يعتقدون به، فما هو إلا كتمان للحق وإظهار للباطل، فقد وضعوا لهذا حديثاً فقالوا: عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله" (¬3).
وكيف هذا مع ذاك: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" (¬4).
وقد قال الله عز وجل: فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين" (¬5).
وقال رسوله عليه السلام في حجة الوداع معلناً دينه ومظهراً كلمته: ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع" (¬6).
¬_________
(¬1) أيضاً ص217 ج2 ط إيران، ص482 ج1 ط الهند
(¬2) أيضاً ص217 ج2 ط إيران، ص 483 ج1 ط الهند
(¬3) أيضاً ص222 ج2 ط إيران، ص485 ج1 ط الهند
(¬4) سورة المائدة الآية 67
(¬5) سورة الحجر الآية 94
(¬6) متفق عليه

الصفحة 154