كتاب دفاع عن الحديث النبوي

2 - السنة النبوية الصحيحة:
وهي ما تضمنتها كتب أئمة الحديث المعروفين بصدقهم وأمانتهم كالكتب الستة وموطأ الإمام مالك ومسند الإمام أحمد (1)
فأقول: إن ما تضمنته الكتب المذكورة وغيرها - باستثناء الصحيحين - ليس كل ما فيها من الحديث صحيحا. بل منه الصحيح والحسن والضعيف وفي بعضها الموضوع أيضا كما هو معلوم عند أهل العلم بالحديث الشريف ويأتي قريبا ذكر بعض النصوص المؤيدة لذلك مما ذكروه في (علم مصطلح الحديث) وعلى ذلك فقول الدكتور في السنة الصحيحة: (هي ما تضمنته كتب أئمة الحديث) تعميم غير صحيح ولقد وددت أن أقول: لعله سبق قلم منه وأنه لم يرد هذا العموم الظاهر منه والمعروف بطلانه بداهة وددت ذلك ولكني لم أجد في كلماته الأخرى وفي المنهج الذي جرى عليه عمليا ما يساعدني على ذلك فقد سبق قوله وهو يتحدث عن طريقته في الكتاب: (اعتمدت فيها على صحاح السنة) فقوله (صحاح) بصيغة الجمع بدل (الصحيحين والسنن الأربعة) - كما هو التعبير العلمي الصحيح - مما يشعر الباحث بأن الكتب التي تجمع الأحاديث الصحيحة فقط ليست محصورة عنده
_________
(1) ثم تبين لي أن الدكتور البوطي قلد في هذا الكلام الدكتور السباعي C تعالى فقد قال في كتابه (مذكرات في فقه السيرة) (ص 10) :
(تنحصر المصادر الرئيسية المعتمدة للسيرة على أربعة مصادر. . . . القرآن الكريم ثم السنة الصحيحة التي تضمنتها كتب الحديث المعترف بصدقهم والثقة بهم وهي الكتب الستة: البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه ويضاف إليها (الموطأ) للإمام مالك (ومسند الإمام أحمد) فهذه الكتب في الذروة العليا في الصحة والثقة والتحقيق أما الكتب الأخرى فقد تضمنت الصحيح والحسن وفي بعضها الضعيف أيضا)
[3]

الصفحة 3