كتاب موسوعة أحكام الطهارة (اسم الجزء: 1)

وقوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (¬1) معناه: وقلبك فطهر، وعليه قول عنترة:
فشككت بالرمح الأصم ثيابه ... ليس الكريم على القنا بمحرم
أي شككت قلبه. وقيل: معنى وثيابك فطهر: أي نفسك.
وقيل: معناه لا تكن غادراً، فتدنس ثيابك؛ فإن الغادر دنس الثياب. قال ابن سيده: ويقال للغادر: دنس الثياب.
وقيل: معناه: وثيابك فقصر؛ فإن تقصير الثياب طهر؛ لأن الثوب إذا انجر على الأرض لم يؤمن أن تصيبه نجاسة، وقصره يبعده من النجاسة.
وقيل معنى قوله: وثيابك فطهر، يقول: عملك فأصلح، وروى عكرمة، عن ابن عباس في قوله عز وجل: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} يقول: لا تلبس ثيابك على معصية، ولا على فجور وكفر، وأنشد قول غيلان:
إني بحمد الله لا ثوب غادر ... لبست ولا من خزية أتقنعا
والتوبة التي تكون بإقامة الحدود نحو الرجم وغيره طهور للمذنب تطهره تطهيراً، وقد طهره الحد.
وقوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} (¬2)، يعني به الكتاب: لا يمسه إلا المطهرون عنى به الملائكة. وكله على المثل.
وقيل: لا يمسه في اللوح المحفوظ إلا الملائكة.
وقوله عز وجل: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ} (¬3)، أي:
¬_________
(¬1) المدثر: 4.
(¬2) الواقعة: 79.
(¬3) المائدة: 41.

الصفحة 39