كتاب موسوعة أحكام الطهارة (اسم الجزء: 2)

الفرع الأول في ذكر الله تعالى داخل الخلاء
اختلف العلماء في ذكر الله داخل الخلاء، كأن يجيب المؤذن، أو يحمد الله إذا عطس، ومنه دخول الخلاء بشيء فيه ذكر الله، كورقة كتب فيها اسم من أسماء الله، وكالدراهم المنقوش فيها ذكر الله، ونحو ذلك على قولين:
فقيل: يكره أن يذكر الله داخل الخلاء، وهو مذهب الحنفية (¬1)، وقول في مذهب المالكية (¬2)، ومذهب الشافعية (¬3) والحنابلة (¬4).
وهذا المذهب منسوب إلى ابن عباس رضي الله عنهما (¬5).
وقيل: لا مانع من ذكر الله داخل الكنيف، فإذا عطس فليحمد الله ولو كان على حاجته، وهو قول مالك (¬6)، ورجحه القرطبي
¬_________
(¬1) مراقي الفلاح (ص: 23)، البحر الرائق (1/ 256)، حاشية ابن عابدين (1/ 109)، حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح (ص: 33).
(¬2) حاشية الصاوي على الشرح الصغير (1/ 90،91)، حاشية الدسوقي (1/ 106)، الخرشي (1/ 145).
(¬3) المجموع (2/ 103،104)، المهذب (1/ 26)، روضة الطالبين (1/ 66).
(¬4) المبدع (1/ 79)، الفروع (1/ 83)، شرح العمدة (1/ 140)، المحرر (1/ 9)، عمدة الفقه (ص: 6)، الكافي (1/ 51).
(¬5) الأوسط لابن المنذر (1/ 339).
(¬6) التاج والإكليل (1/ 392)، الفواكه الدواني (2/ 348، 349).
وفي مواهب الجليل (1/ 275): روى عن مالك في العتبية: لا بأس أن يستنجي بالخاتم فيه ذكر الله. اهـ وأنكرها بعض أصحاب الإمام مالك، ظناً منهم أن ذلك يستلزم أن يتلطخ اسم الله الكريم بالنجاسة، ولا يلزم من الاستنجاء باليد تلطخ اسم الله الكريم بالنجاسات. =

الصفحة 77