كتاب موسوعة أحكام الطهارة (اسم الجزء: 3)

قال: من ابتدأ الله خلقه للضلالة صيره إلى الضلالة، وإن عمل بأعمال الهدى، ومن ابتدأ الله خلقه على الهدى صيره الله إلى الهدى، وإن عمل بأعمال الضلالة، ابتدأ خلق إبليس على الضلالة، وعمل بعمل السعادة مع الملائكة، ثم رده الله إلى ما ابتدأ عليه خلقه من الضلالة، وكان من الكافرين، وابتدأ خلق السحرة على الهدى، وعملوا بعمل الضلالة، ثم هداهم الله إلى الهدى والسعادة، وتوفاهم عليها مسلمين (¬1).
ورده ابن عبد البر، فقال: ليس في قوله: {كما بدأكم تعودون} (¬2) دليل على أن الطفل يولد حين يولد مؤمناً أو كافراً لما شهدت به العقول أنه في ذلك الوقت ليس ممن يعقل إيماناً ولا كفراً.
ومن الحجة أيضاً قوله تعالى: {إنما تجزون ما كنتم تعملون} (¬3).
وقوله تعالى: {كل نفس بما كسبت رهينة} (¬4).
ومن لم يبلغ وقت العمل لم يرتهن بشيء.
وقال تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً} (¬5).
ولما أجمعوا على دفع القود والقصاص والحدود والآثام عنهم في دار الدنيا كانت الآخرة أولى بذلك.
وقال القرطبي: قال شيخنا أبو العباس: من قال: هي سابقة السعادة
¬__________
(¬1) التمهيد (18/ 78).
(¬2) الأعراف: 29.
(¬3) الطور، آية: 16.
(¬4) المدثر، آية: 38.
(¬5) الإسراء، آية: 15.

الصفحة 25