كتاب موسوعة أحكام الطهارة (اسم الجزء: 3)

. . . . . . . . . . . . . . . . . .
¬__________
= (206) من طريق الحارث بن عبد الرحمن به أبي ذباب به.
الشاهد الثالث: حديث أنس بن مالك.
حدثنا قيس بن حفص، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني،
عن أنس يرفعه: إن الله يقول لأهون أهل النار عذاباً: لو أن لك ما في الأرض من شيء كنت تفتدي به؟ قال: نعم. قال: فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي، فأبيت إلا الشرك. وهو في صحيح مسلم (2805).
قال القاضي عياض في شرحه لصحيح مسلم (8/ 337): وأنت في صلب آدم، قال "هذا تنبيه على ما جاء في قوله تعالى: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} فهذا الميثاق الذي أخذ عليهم في صلب آدم فمن وفى به بعد وجوده في الدنيا فهو مؤمن، ومن لم يف به فهو كافر. ومراد الحديث ... - والله أعلم ونبيه - قد أردت منك هذا، وأنت في صلب آدم: ألا تشرك بي حين أخذت عليك ذلك الميثاق، فأبيت إذ أخرجتك إلى الدنيا إلا الشرك اهـ.
وقوله: والله أعلم ونبيه إنما يقال هذا في حياته - صلى الله عليه وسلم -، أما بعد موته فيقال: الله أعلم وحده.
الشاهد الرابع: حديث أبي الدرداء
فقد روى أحمد، رحمه الله، قال: حدثنا هيثم، وسمعته أنا منه، قال: حدثنا أبوالربيع، عن يونس، عن أبي إدريس،
عن أبي الدرداء، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: خلق الله آدم حين خلقه، فضرب كتفه اليمنى، فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الذر، وضرب كتفه اليسرى، فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم، فقال للذي في يمينه: إلى الجنة ولا أبالي. وقال للذي في كفه اليسرى: إلى النار ولا أبالي.
فيه أبو الربيع: سليمان بن عتبة.
قال صالح بن أحمد بن حنبل: قال أبى: سليمان بن عتبة لا أعرفه. الجرح والتعديل (4/ 134).
وقال يحيى بن معين كما في رواية إسحاق بن منصور عنه: سليمان بن عتبة شامي لا =

الصفحة 43