كتاب موسوعة أحكام الطهارة (اسم الجزء: 6)

الأول: كتابة شرعية، كما في قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} (¬1).
والثاني: كتابة قدرية. كما في قوله تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} (¬2).
قال ابن رجب: "وقد استدل البخاري لذلك بعموم قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم". وهو استدلال ظاهر حسن. ونظيره استدلال الحسن على إبطال قول من قال: أول من رأى الشيب إبراهيم عليه السلام بعموم قول الله عز وجل.
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً} (¬3) (¬4).
[5] وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم" جاء من حديث جابر عند مسلم (¬5).

الدليل الثاني:
[6] روى ابن المنذر في الأوسط، قال: حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا أبو الربيع، ثنا عباد بن العوام، ثنا سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلم، عن
¬__________
(¬1) البقرة: 183.
(¬2) المجادلة: 21.
(¬3) الروم: 54.
(¬4) شرح البخاري (2/ 12).
(¬5) صحيح مسلم (136 - 1213).

الصفحة 40