كتاب موسوعة أحكام الطهارة (اسم الجزء: 13)

علة مفرقة لا جامعة وبالله تعالى التوفيق.
جواب على الاعتراض:
يمكن الرد على ابن حزم رحمه الله بأنه إذا كانت المرأة من أهل الكتاب طاهرة، كان الرجل طاهراً ولا فرق، ولو سلم اعتراض ابن حزم على هذا الدليل فما جوابه عن أكل طعام أهل الكتاب، فإنهم يباشرونه بأيديهم، ويطبخونه بمياههم، وفي آنيتهم، ومن غير فرق بين طعام الرجل وطعام المرأة.
(1483 - 11) فقد أخرج البخاري بسنده من حديث أبي هريرة في قصة وضع السم للرسول - صلى الله عليه وسلم -، وفيه:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم؟ قالوا: نعم. قال: هل وضعتم في هذه الشاة سماً؟ قالوا: نعم. قال: ما حملكم على ذلك؟ قالوا: أردنا إن كنت كاذباً نستريح منك، وإن كنت نبياً لم يضرك (¬1).
(1484 - 12) وروى مسلم بإسناده من طريق عبد الله بن مغفل، قال:
أصبت جراباً من شحم يوم خيبر قال: فالتزمته، فقلت: لا أعطي اليوم أحداً من هذا شيئاً. قال: فالتفت فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متبسماً، ورواه البخاري واللفظ لمسلم (¬2).

الدليل الثاني:
(1485 - 13) ما رواه البخاري من طريق سعيد بن أبي سعيد،
أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خيلا قبل نجد
¬_________
(¬1) البخاري (3169).
(¬2) مسلم (1772)، البخاري (5508).

الصفحة 41