كتاب الإنابة إلى معرفة المختلف فيهم من الصحابة (اسم الجزء: 1)
وقال محمد بن عمر: ولد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). وذكرَه العُقيلي في الصحابة فغَلِط؛ وإنما هو تابعي من كبار التابعين بالكوفة.
قال أبو عُمر (¬2): وإنما ذكره العُقَيلي في الصحابة لحديث حَدثه محمد بن إسماعيل الصائغ، عن سَعيد بن منصور، عَن حُديج بن معاويةَ، عن أبي إسحاق، عَن عَبْد الله بن عتبة بن مَسْعود قال: بَعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي نحوًا من ثمانين رجلًا؛ منهم: ابن مَسْعود، وابن عُرفطةَ، وجَعْفر بن أبي طالب، وأبو (¬3) موسى الأشعري، وعثمان بن مظعون، فقال جَعْفر: أنا خطيبُهم اليومَ (¬4).
¬__________
(¬1) انظر "طبقات ابن سعد" (5/ 58)، (6/ 120).
(¬2) "الاستيعاب" (3/ 945).
(¬3) كتب في "الأصل" فوق "أبو": "صح" لما سيأتي عقب كلام ابن عبد البر.
(¬4) هذا الحديث يرويه حُديج بن معاوية -على ضعفه- واختلف عنه.
فرواه الحسن بن موسى الأشيب، وأبو داود الطيالسي، وإسحاق بن إدريس، وخالد بن يزيد القرشي أربعتهم عن حديج، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعود به موصولًا.
انظر "مسند أحمد" (1/ 461)، و "البزار" (5/ 168)، و "الطيالسي" (ص: 46)، والحاكم في "مستدركه" (2/ 623).
وخالفهم سعيد بن منصور، فرواه عن حديج به مرسلًا كما ساقه المصنف من "الاستيعاب" (3/ 945) وكلام ابن عبد البر يدل على خطأ هذه الرواية.
وهذا الخلاف على حديج مما يدل على اضطرابه في هذا الحديث، وزاد على هذا أنه خولف في هذا الحديث.
فرواه إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعرى به، فجعله من مسند أبي موسى.
أخرجه الحاكم في "مستدركه" (2/ 309) وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 114) وفي "الدلائل"، (ص: 251 - 252) وكذلك البيهقي في "دلائله" (2/ 299 - 300) وصححه - وانظر "البداية والنهاية لابن كثير (3/ 70). وهذا هو الصواب عن أبي إسحاق السبيعي كما قال ابن عبد البر.