كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير

كن مستورًا:
مما يعتبر به صلاح الصالحين, وحسن نظره للناس أن يكون إذا استعتب1 المذنب ستورًا لا يشيع, ولا يذيع، وإذا استشير سمحًا بالنصيحة مجتهدًا للرأي، وإذا استشار مطرحًا للحياء منفذًا للحزم معترفًا للحق.
الحارس والمحروس:
القسم2 الذي يقسم للناس, ويمتعون به, نحوان: فمنه حارس, ومنه محروس، فالحارس العقل، والمحروس المال، والعقل، بإذن الله، هو الذي يحرز الحظ، ويؤنس الغربة، وينفي الفاقة، ويعرف النكرة، ويثمر المكسبة3، ويطيب الثمرة، ويوجه السوقة عند السلطان4، ويستنزل للسلطان نصيحة السوقة، ويكسب الصديق، ويكفي العدو.
الأدب العظيم:
كلام اللبيب، وإن كان نزرًا، أدب عظيم، ومقارفة
__________
1 استعتبه: استرضاه، طلب عفوه.
2 القسم: ما يقسمه الله من الرزق للناس.
3 المكسبة: ما يكسب.
4 وجَّهَهَم: جعلهم وجهاء.

الصفحة 28