كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير

المأثم1، وإن كان محتقرًا، مصيبة جليلة، ولقاء الإخوان, وإن كان يسيرًا2، غنم حسن.
أجناس الناس:
قد يسعى إلى أبواب السلطان أجناس من الناس كثير، أما الصالح فمدعوٌّ، وأما الطالح فمقتحمٌ3، وأما ذو الأدب فطالب، وأما من لا أدب له فمختلس4، وأما القوي فمدافع، وأما الضعيف فمدفوع، وأم المحسن فمستثيب، وأما المسيء فمستجير6. فهو مجمع البر والفاجر، والعالم والجاهل، والشريف والوضيع.
الناس، إلا قليلا ممن عصم الله، مدخولون في أمورهم7: فقائلهم باغٍ، وسامعهم عياب، وسائلهم متعنت، ومجيبهم متكلف، وواعظهم غير محقق لقوله بالفعل، وموعوظهم غير سليم من الاستخفاف، والأمين منهم غير متحفظ من
__________
1 مقارفة: مقاربة. المأثم: الإثم، الذنب.
2 غنم: غنيمة.
3 الطالح: عكس الصالح. المقتحم: الهاجم على المنزل دون تروٍ.
4 المختلس، السالب عاجلًا بمخاتلة، أراد أنه يختلس مكانًا ليس هو أهلًا له.
5 المستثيب: طالب الثواب والمكافأة.
6 المستجير: المستغيث، الطالب ملجأ له.
7 مدخولون في أمورهم: أي فسد داخلهم.

الصفحة 29