كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير

إتيان الخيانة، والصدوق غير محترس من حديث الكذبة، وذو الدين غير متورع عن تفريط الفجرة1، والحازم منهم غير تارك لتوقع الدوائر.
يتناقضون البناء2، ويتراقبون الدول، ويتعايبون بالهمز3، مولعون في الرخاء بالتحاسد، وفي الشدة بالتخاذل.
لا تغتر بالدنيا:
كم قد انتزعت الدنيا ممن استمكن منها, واعتكفت له,
فأصبحت الأعمال أعمالهم, والدنيا دنيا غيرهم، وأخذ متاعهم من لم يحمدهم، وخرجوا إلى من لا يعذرهم.
فأصبحنا خلفًا من بعدهم، نتوقع مثل الذي نزل بهم، فنحن إذا تدبرنا أمورهم، أحقَّاء أن ننظر ما نغبطهم بهو فنتَّبعه, وما نخاف عليهم منه فتجتنبه.
كيف تطلع الشيطان على عورتك؟:
كان يقال: إن الله تعالى قد يأمر بالشيء ويبتلي بثقله وينهى
__________
1 التفريط: الهجاء حتى مجاوزة الحد. الفجرة، الواحد فاجر: العادلون عن الحق، والكذبة وراكبوا المعاصي.
2 يتناقضون البناء: ينقضونه، يهدمونه.
3 الهمز، من همزه: رماه بالباطل.
4 أحقاء، الواحد حقيق: الجدير.

الصفحة 30