كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير

الحرص، والمراء فساد اللسان، والحمية سبب الجهل، والأنف توأم السفه1، والمنافسة أخت العداوة.
حكمتان:
إذا هممت بخير, فبادر هواك، لا يغلبك؛ فإن ما مضى من الأيام والساعات على ذلك هو الغنم.
لا يمنعنَّك صغر شأن امرئ من اجتناء ما رأيت من رأيه صوابًا, والاصطفاء ما رأيت من أخلاقه كريمًا، فإن اللؤلؤة القائمة لا تهان لهوان غائصها الذي استخرجها.
العلم زين لصاحبه:
من أبواب التوفق, والتوفيق في التعلم أن يكون وجه الرجل الذي يتوجه فيه من العلم والأدب فيما يوافق طاعة, ويكون له عنده محمل وقبول, فلا يذهب عناؤه في غير غناء، ولا تفنى أيامه في غير درك، ولا يستفرغ نصيبه فيما لا ينجع فيه، ولا يكون كرجل أراد أن يعمر أرضا تهمة2, فغرسها جوزًا ولوزًا، وأرضًا جلسًا3, فغرسها نخلًا وموزًا.
__________
1 السفه: الجهل، رداءة الخلق.
2 التهمة: الأرض المتصوبة إلى البحر، لا يصلح فيها الغرس.
3 الجلس: الغليظ من الأرض، لا يصلح للنخل, والموز.

الصفحة 35