كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير

ماذا يجب على المرء؟:
ليكن المرء سؤولًا1، وليكن فصولًا بين الحق والباطل، وليكن صدوقًا؛ ليؤمن على ما قال، وليكن ذا عهد؛ ليوفى له بعهده، وليكن شكورًا؛ ليستوجب الزيادة، وليكن جوادًا؛ ليكون للخير أهلًا، وليكن رحيمًا بالمضرورين؛ لئلا يبتلى بالضر، وليكن ودودًا؛ لئلا يكون معدنًا لأخلاق الشيطان، وليكن حافظًا للسانه، مقبلًا على شأنه؛ لئلا يؤخذ بما لم يجترم، وليكن متواضعًا؛ ليفرح له بالخير, ولا يحسد عليه، وليكن قنعًا؛ لتقر عينه بما أوتي، وليسر للناس بالخير؛ لئلا يؤذيه الحسد؛ وليكن حذرًا؛ لئلا تطول مخافته، ولا يكونن حقودًا؛ لئلا يضر بنفسه إضرارًا باقيًا، وليكن ذا حياء؛ لئلا يستذم إلى العلماء, فإن مخافة العالم مذمة العلماء أشد من مخافته عقوبة السلطان.
نصائح سنية:
حياة الشيطان ترك العلم، وروحه, وجسده الجهل، ومعدنه في أهل الحقد والقساوة، ومثواه في أهل الغضب، وعيشة في المصارمة، ورجاؤه في الإصرار على الذنوب.
__________
1 سؤولًا: أي يسأل عما لا يعلمه؛ ليعرفه، فليس في ذلك غضاضة له.

الصفحة 39